رصد بوابة بيروت
أثار خطاب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تفاعلات واسعة على الساحة الإقليمية والدولية، لما حمله من رسائل سياسية واضحة في أكثر من ملف، بدءًا من القضية الفلسطينية مرورًا بالأزمة السورية وصولًا إلى الشأن اللبناني، ليؤكد من جديد الدور المحوري للدوحة كفاعل أساسي في صياغة معادلات المنطقة.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد عبدالله أنّ خطاب سمو الأمير شكّل محطة سياسية لافتة، أكدت تماسك الموقف القطري وإصراره على لعب دور محوري في صناعة السلام الإقليمي والدولي، رغم الاستهداف الإسرائيلي. وشدّد عبدالله على أنّ الخطاب جاء بمثابة تأكيد على أنّ الدوحة ستبقى شريكًا أساسيًا للمجتمع الدولي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ محاولات إقصاء قطر عن مسار التفاوض الفلسطيني– الإسرائيلي لن تنجح.
وأضاف أنّ استهداف “إسرائيل” للدوحة لم يكن سوى محاولة لتقويض العملية التفاوضية وجرّ المنطقة إلى الانفجار، وهو ما واجهه مجلس الأمن والرئيس الأميركي دونالد ترامب برفض أي خطوات تمس بدور قطر.
وفي الملف السوري، رأى عبدالله أنّ الخطاب تناول المسألة بوضوح، حيث أكد سمو الأمير أنّ إعادة تثبيت الدولة السورية يمثل هاجسًا أساسيًا، لافتًا إلى أنّ قطر لا تنظر إلى سوريا كساحة صراع، بل كدولة يجب أن تستعيد وحدتها ومؤسساتها بما يحصّن المنطقة من المخاطر الأمنية والسياسية.
أما في الشأن اللبناني، فقد حمل خطاب سمو الأمير – بحسب عبدالله – رسائل دعم واضحة، شدّد فيها على وقوف قطر إلى جانب الشرعية وبناء دولة المؤسسات القادرة، والالتزام بالقرار 1701، معتبرًا أنّ هذه الرسائل موجهة في آن واحد إلى الداخل اللبناني وإلى القوى الإقليمية، للتأكيد على أنّ الدوحة ليست طرفًا منحازًا، بل داعمة لأي مسعى يعيد للدولة اللبنانية حضورها وهيبتها.
وختم عبدالله بأنّ خطاب سمو الأمير لم يكن بروتوكوليًا، بل أشبه بخريطة طريق تعيد تثبيت دور الدوحة كلاعب أساسي في السياسة الإقليمية والدولية، موضحًا أنّ قطر خرجت من أزماتها أكثر صلابة، وأثبتت عبر مواقفها المتوازنة أنّها ركيزة لا يمكن تجاوزها في أي تسوية تخص فلسطين أو سوريا أو لبنان، وأنّها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص توسّع من مجال تأثيرها.