السعودية في يومها الوطني الـ 95… نهضة تصنع التاريخ وتكتب المستقبل

كتب د. عبد العزيز طارقجي

في اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين، تحتفي المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا بذكرى تأسيس وطنٍ أصبح اليوم أيقونة للنهضة، وركيزة للاستقرار، وصوتًا عالميًا مسموعًا.

إنه يوم يستحضر أمجاد الماضي ويعكس إنجازات الحاضر، ويفتح آفاق المستقبل برؤية واضحة رسمها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، التي أصبحت معيارًا عالميًا في التنمية والتخطيط وصناعة التحولات الكبرى.

الإنجازات الإنسانية: رسالة السعودية إلى العالم

لم تقتصر إنجازات المملكة على السياسة والاقتصاد، بل امتدت إلى كل أرجاء المعمورة عبر بصمتها الإنسانية.

فقد تحوّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى ذراع عالمي للعطاء، حيث أوصل المساعدات إلى عشرات الدول في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. من إغاثة المتضررين من الزلازل في تركيا وسورية، إلى دعم المحتاجين في اليمن والسودان، إلى توفير المساعدات الطبية والغذائية لملايين البشر، لتصبح المملكة أكبر مانح إنساني في المنطقة، ورائدة عالميًا في نشر قيم الرحمة والتكافل.

السعودية على صعيد الأمم المتحدة والعلاقات الدولية

على الساحة الدولية، تبوأت السعودية مكانة مرموقة جعلت صوتها حاضرًا في كل قضية، ورؤيتها محط تقدير عالمي:

– سورية: أسهمت الرياض، بقيادة ولي العهد، في إعادة دمشق إلى الصف العربي، مع الدفع باتجاه رفع بعض العقوبات وتشجيع النهضة الاقتصادية والاستثمار بما يخدم الشعب السوري ويضمن عودة الاستقرار.

– فلسطين: حققت الدبلوماسية السعودية إنجازًا تاريخيًا بترسيخ الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، وتثبيت الموقف العادل تجاه حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مؤكدة أن لا سلام بلا دولة فلسطينية مستقلة.

– لبنان: واصلت المملكة دعمها للقوى الشرعية، ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية، مقدمة مساعدات إنسانية ومساندة لاستقرار المؤسسات الوطنية.

– اليمن: دعمت السعودية اتفاقات الهدنة، وأسهمت في إيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين عبر مركز الملك سلمان، بالإضافة إلى مبادرات إعادة الإعمار وبرامج الاستقرار التي تمهد لسلام شامل.

– المحافل الأممية: رفعت المملكة صوتها دفاعًا عن العدالة المناخية، وأمن الطاقة، والتنمية المستدامة، فكانت شريكًا رئيسيًا في صياغة القرارات الدولية التي تعزز التعاون بين الشعوب.

رؤية ولي العهد: معيار النهضة العالمية

رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد لم تعد مجرد خطة داخلية، بل تحولت إلى تجربة عالمية ملهمة. فقد نقلت الاقتصاد السعودي إلى تنويع غير مسبوق في الاستثمار والطاقة والسياحة والتكنولوجيا، بينما أصبحت المشاريع العملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر أيقونات للتجديد الحضاري.

كما ساهمت الإصلاحات الاجتماعية والثقافية في تمكين الشباب والمرأة، وفتح أبواب الإبداع، ليغدو المجتمع السعودي نموذجًا معاصرًا يحافظ على أصالته ويواكب المستقبل.

تهنئة واعتزاز

في هذه المناسبة العزيزة، نتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى:

– خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رمز القيادة الراسخة.
– ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صانع النهضة ورائد المستقبل.
– الشعب السعودي العظيم، الذي يترجم قيم الولاء والانتماء، ويقف صخرة صلبة في مسيرة التقدم والازدهار.

في الختام… إن اليوم الوطني السعودي الـ 95 ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تأكيد على أن المملكة العربية السعودية ماضية بثبات في ترسيخ مكانتها كقوة فاعلة على الساحة الدولية. فهي تدافع عن القانون الدولي، وتدعم مبادئ الشرعية الدولية، وتؤكد التزامها الراسخ بـ حماية حقوق الإنسان و إعلاء قيم العدالة والمساواة بين الشعوب.

كما تواصل المملكة القيام بدور رائد في حل النزاعات بالطرق السلمية، ورفض التدخلات غير المشروعة، والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين، في انسجام تام مع مواثيق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي العام.

وإلى جانب ذلك، تبقى المملكة نموذجًا في الجمع بين الأصالة الحضارية و الحداثة المؤسسية، وبين الانتماء العميق للقيم الإسلامية و الانفتاح على العالم بروح الحوار والتعاون. وبذلك، فإن السعودية لا تحتفل بماضيها العريق فحسب، بل ترسخ حاضرها كمنارة للسلام والعدل، وتصوغ مستقبلها كركيزة للتنمية والنهضة العالمية.

كل عام والمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، بخير وعز ومجد خالد.


* صحفي استقصائي وباحث في الانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان

اخترنا لك