كتب أبو زهير
اللهم لا شماتة (اللهم لا تصدقني)… بهذه الجملة فقط أعبر عما قرأته أمس على صفحة الناشط الممانع عباس الزهري، الذي استدعته الأجهزة الأمنية على خلفية بوست فايسبوكي… ولا يهمني مضمونه.
ما يهمني بسيط جدًا وقديم. ويتعلق بحملات التضامن التي كنا نطلقها بعد كل محاولة ترهيب أو كم أفواه تقوم بها الأجهزة والقضاء الممسوكين من سلطات الممانعة وتطال أحد الناشطين أو الصحافيين الـ Anti ممانعين. فكانوا يهزأون منا ويتنمرون ويتشفون.
كنا نخبرهم أن “الزمن دوار” وأن “الدنيا دولاب… واليوم إلك لكن بكرا عليك” لكن لا فائدة… أنت تتحدث مع حيطان.
دار الدولاب اليوم. وبات المحسوبون على “الممانعة” يُستدعون ويتبكبكون ويعتذرون مطأطئين رؤوسهم.
ما جرى مع عباس الزهري، الذي كان يتباهى يومًا بقدرته على الاستهزاء بالسياسيين المعاكسين لخطه السياسي من دون أن يجرؤ أحد على استدعائه، بات يروي بنفسه تجربة الاستدعاء والتحقيق.
الزهري كتب على صفحته الفايسبوكية أمس: “الدعوى عليي ما كانت بسبب بوست ضد فخامة الرئيس، إنما بسبب بوست ذكرت فيه السيدة الأولى زوجة الرئيس”.
وأضاف: “تم مسح البوست وأنا هلق عم بعتذر من السيدة الأولى مثل ما تعهدت”. اعتذار علني بعدما كان يعتبر نفسه محصنًا من أي مساءلة.
لكن القصة لم تتوقف عند حدود الاعتذار. فقد سلّم هاتفه ست ساعات، وهو ما دفعه للقول: “هيدا الشي رح يخليني بيع تلفوني وكلنا منعرف شو السبب”. (شو السبب؟).
الأهم أن الزهري نفسه، الذي كان يومًا رمزًا للتنمّر غير المحسوب، أقرّ بأن العناصر الأمنية عاملته باحترام، وسمحوا له بالاتصال الهاتفي وطلب محامٍ، وإن كان ختم سخريته بالقول: “بكرر شكري لدولتنا الكريمة وهيدا إنجاز جديد فينا نضيفه للأرزة وأكبر صحن حمص والنص ساعة من الجبل للبحر”.
المفارقة أنّ من كان يعتبر استدعاءه أمرًا مستحيلًا، صار اليوم نموذجًا لتحوّل الزمن. من حصانة مطلقة إلى توقيع على تعهّد بعدم التكرار. من التنمّر إلى الاعتذار.
اللهم لا شماتة… الله شماتة Pro Max