بقلم بسام سنو
ظهر نواف سلام في معركته الأخيرة بمظهر المنتصر، ليس بخطابٍ شعبوي، بل بموقفٍ استند إلى منطق وطني واضح. ما ميّزه عن كثير من رؤساء الوزارات في السنوات الماضية هو تأييد شعبي واسع، تأييد لا يقتصر على العواطف بل ينبع من رغبة حقيقية لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين في استعادة الدولة وقيمها.
هذا التأييد يعكس رفضاً لاستمرار منطق الدويلة: جماعات تسعى لفرض قواعدها الخاصة وتستغل مسميات «المقاومة» أو «المعيشة المشتركة» لتبرير ممارسات تستهدف سيادة الدولة وأمنها.
نواف سلام، كما يظهر، لا يعنيه الخطاب الشعبوي الذي يغذي الانقسام، بل تهمه مؤسسات مستقلة: قضاء نزيه، جيش يطيع القرار الوطني وسلاح واحد، وإدارة عامة تبتعد عن المحسوبيات والفساد.
هل يكفي هذا التأييد لتحويل الرغبة الوطنية إلى مشروع إنقاذ حقيقي؟ نجاح المبادرة يعتمد على قدرة سلام وحلفائه على بناء تحالفات مؤسساتية واضحة، وإبعاد التجاذبات الحزبية والمصالح الفئوية. أيضاً، لا بدّ من خطة عملية لإصلاح القضاء والجيش والمؤسسة الإدارية، حتى لا يبقى الدعم الشعبي مجرد زوبعة عابرة.
الأيام القادمة ستحمل الدليل، إما أن يتحوّل التأييد إلى خارطة طريق لإعادة بناء الدولة، وإما أن يتبدّد أمام قوى داخلية وخارجية تُشبّه المصالح والامتيازات. على أمل أن تكون الوحدة الشعبية طريق خلاص لبنان.