من #رفيق_الحريري إلى #لقمان_سليم “تأكيد المؤكد”

بقلم جان الفغالي

الأمين العام السابق لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله خصَّص أحد المؤتمرات الصحافية ليشرح “تقنيًا” كيف أن إسرائيل هي التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتحدَّث في المؤتمر عن تعقب الرئيس الشهيد من بيروت إلى فقرا.

نائب الرئيس السوري في نظام الأسد عبد الحليم خدام قال في أكثر من مقابلة صحافية، عندما كان مع النظام، إن إسرائيل هي التي اغتالت الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميِّل.

حين اغتيل الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة في الحازمية، في “مربع أمني” يسيطر عليه النظام الأمني السوري، عاين المكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي نصري لحود، وقال في موقع الانفجار: “إسرائيل هي التي اغتالته، “شطفوا” الأرض”.

الاغتيالات لدى النظام السوري السابق تخطيط متكامل، من القرار إلى التنفيذ وصولًا إلى إلصاق التهمة.

في اغتيال الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميِّل قالوا إنها إسرائيل. لو كانت فعلًا إسرائيل، لماذا أطلقوا المتهم الرئيسي حبيب الشرتوني من سجن روميه حين دخلوا إلى لبنان في 13 تشرين الأول 1990؟ هل يُعقَل أن يُطلقوا متهمًا في جريمة ارتكبتها إسرائيل؟ ألا يُفترض أن يبقى مسجونًا ليحاكَم حضوريًا؟

في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لو كانت إسرائيل، لماذا لم يتعاونوا مع التحقيق؟

إنعاش الذاكرة بهاتين الواقعتين، سببه أن لبنان طلب من النظام السوري الحالي ملفات الاغتيالات التي قام بها النظام السوري السابق، بدءًا من اغتيال كمال جنبلاط، وصولًا إلى اغتيال لقمان سليم.

هذا المطلب، على إيجابيته القصوى وتستحق السلطة التنويه لأجله، أشبه ما يكون بـ “تأكيد المؤكد”، ففي اغتيال كمال جنبلاط، على سبيل المثال لا الحصر، حقق في القضية عصام أبو زكي وسلَّم ملف التحقيق، بالأسماء، إلى وليد جنبلاط.

في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أثبتت كل المعطيات أن النظام السوري السابق يقف وراء الاغتيال.

في اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، تهريب حبيب الشرتوني إلى سوريا يثبت أنها وراء الاغتيال.

الملفات التي سيسلمها النظام السوري الحالي إلى لبنان، فقط ليتأكد اللبنانيون مما يعرفونه من معلومات موجودة وموثقة في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وفي دوائر استخباراتية عالمية.

حتى أن النظام السوري “نشط” في الخطف والتصفيات داخل لبنان، حتى قبل اندلاع الحرب عام 1975، وقبل دخوله إلى لبنان في السنة التالية، وشهيرة قضية اغتيال الصحافي الكبير في جريدة “النهار” في خريف العام 1974، من منطقة الحمرا على يد “الصاعقة” بطلب من المخابرات السورية، ونقله إلى دمشق بواسطة سيارة “دفن الموتى”، وككل تخطيط سوري في الخطف والتصفية وتحديد “هوية الفاعل”، أُلصقت التهمة بحركة “فتح” ووُجِّهت التهمة بحضور أبو حسن سلامة الذي اتصل بأبو عمار الذي استشاط غضبًا وكشف مَن يقف وراء الخطف، ما أحرج النظام السوري ودفعه إلى إطلاق أبو جودة.

منذ ذلك التاريخ كرَّت سبحة الخطف والاغتيالات والتفجيرات والتصفيات على يد السوريين، ويطول التعداد، من المفتي حسن خالد إلى الشيخ صبحي الصالح إلى المستشار الرئاسي محمد شقير إلى الصحافي سليم اللوزي، إلى السفير الفرنسي لوي دولامار، وصولًا إلى شهداء ثورة الأرز، وليس من باب التفصيل أن لبنان طلب من النظام السوري الحالي، بواسطة الوفد الأمني الذي زار لبنان هذا الأسبوع تفاصيل الاغتيالات. هذا الطلب ليس وليد ساعته بل إن رئيس الحكومة نواف سلام حين زار سوريا والتقى الرئيس أحمد الشرع، تقدَّم بهذا الطلب.

هذا ملف مفتوح على مصراعيه، ولن يُقفَل قبل إنجازه، فالاغتيالات التي يقف وراءها النظام السوري في لبنان معروفة وموثقة ولا ينقصها سوى “شهادات توقيع القرار” التي ما زالت موجودة في أرشيف مخابرات النظام السوري السابق والذي ما زال محفوظًا.

اخترنا لك