بقلم خلود وتار قاسم
منذ اللحظة التي قررتُ فيها خوض الانتخابات النيابية، بدأت رحلتي في التعرف إلى شريحة واسعة من النساء المناضلات، اللواتي حملن في قلوبهن شغف التغيير وحب الوطن، وسعين كلٌّ على طريقتها إلى بناء لبنانٍ أفضل.
ومنذ ذلك اليوم، آمنت بأن العمل السياسي الحقيقي لا يكون بالمناصب ولا بالمظاهر، بل ببناء روابط إنسانية متينة بين من يحملن الهمّ نفسه والرؤية نفسها.
كنت “وما زلت” أجمعهن كل عام في منزلي، تحت عنوان جديد يفتح أفقًا للحوار والتفكير المشترك. لم تكن لقاءات بروتوكولية، بل محطات للتلاقي الصادق، تُعيد وصل ما حاولت السياسات العابثة أن تقطعه.
كان هدفي الأول والأخير أن نحمي خيوط التواصل بيننا، لأنني أدركت تمامًا أن ما يُضعف لبنان ليس فقط أزماته الاقتصادية والسياسية، بل محاولات الشر المستطير الخارجي، والمصالح الدنيئة الداخلية، التي تسعى بكل ما أوتيت من دهاء لزرع الشك والفتن بين أبناء الشعب الواحد، ولعزل اللبنانيين واللبنانيات عن بعضهم البعض.
لكنني كنت وما زلت أؤمن أن لبنان لا يُنقذ إلا حين تمتدّ الأيدي ببعضها، لا حين تتقاطع.
ولذلك، كنت ولا أزال أجاهد “وسأبقى أجاهد حتى آخر نفس” لأبني جسور تواصل وتفاهم وثقة بين إخوتي وأخواتي في هذا الوطن الذي يستحق أن نرفعه بالوعي لا بالصراخ، وبالعمل لا بالاتهام.
واليوم، بعد سنوات من هذا الجهد التراكمي، تَكَلّل العمل بتشكيل “تكتّل لبنانيات للقيادة والتأثير”، وهو ثمرة مسار طويل من الإيمان بأن التغيير لا يولد من العدم، بل من وحدة المخلصين والمخلصات.
هذا التكتل ليس نادياً للنخبة، ولا واجهة اجتماعية براقة، بل حركة نسائية واعية، مفتوحة أمام كل لبنانية ناشطة تؤمن بالعمل الجاد والمتابعة والالتزام، وتلتزم بشروط الانتماء إلى مجموعة هدفها السامي هو خدمة لبنان وبناته وأبنائه، بعيداً عن كل أشكال التمييز أو التحيّز.
نحن نؤمن بأن بناء الوطن يبدأ من بناء الجسور بين أبنائه، وأن كل يد تُمدّ للآخر تُقصّر المسافة نحو لبنان الذي نحلم به: لبنان العدالة، والمواطنة، والكرامة، لبنان الذي نريده وطنًا يحتضن بناته وأبناءه، لا يفرّق بينهم.