بقلم آليان سركيس
@sarkiselian1
فقط في لبنان، تُتخذ القرارات وكأن الشعب مجرد تفصيل صغير في لعبة السلطة وخاصة اصوات المغتربين.
يطلبون من الناس أن يسجّلوا للانتخابات، دون أن يحدّدوا لهم على أي قانون سيصوّتون، ولا لأي مجلس — ١٢٨ نائبًا أم ٦ فقط؟ هذا العبث ليس ديمقراطية، بل استهزاء بالعقول واستخفاف بالمغتربين والمقيمين على حدّ سواء.
يحثّونك على التسجيل وكأن المشاركة بحدّ ذاتها إنجاز، بينما الحقيقة أن العملية الانتخابية تُدار في الظلّ، بقوانين مبتورة وصناديق سوداء لا يعرف أحد ماذا يُفرز منها سوى أهل السلطة أنفسهم.
يريدون من الناس أن تُساق كقطيع إلى صناديق الاقتراع، دون مشروع، دون وضوح، ودون مساءلة على شاكلة انتخابات ٢٠٢٢.
عذرا هذه المرة، لا. لن نُسجّل على العمياني، ولن نشارك في مسرحية انتخابية خالية من الشفافية والمضمون. على النواب الحاليين والطامحين أن يعلنوا مواقفهم بوضوح:
هل هم مع مشروع الدولة الحقيقية أم مع دويلات المصالح؟
هل سيدفعون باتجاه القوانين المجمّدة في أدراج المجلس، تلك التي تتعلق بالمحاسبة، واستقلالية القضاء، واستعادة أموال الناس المنهوبة؟
هل لديهم الجرأة على مواجهة الفساد المستشري الذي دمّر البلاد والعباد؟
المغتربون والمواطنون ليسوا أرقامًا في صناديق، بل أصحاب حق وقرار. لن نكرّر أخطاء ٢٠٢٢ نعم، ولن نمنح أصواتنا إلا لمن يمتلك مشروعًا واضحًا لإنقاذ ما تبقّى من هذا الوطن. المشاركة بلا رؤية خيانة للوعي، والصمت أمام العبث لم يعد خيارًا.