حزب “خط أحمر” : آنَ لحقبة العبث أن تنتهي… و«طوفان الأقصى» محطة لمراجعة شجاعة وبناء مشروع عربي جديد

في ذكرى مرور عامين على عملية “طوفان الأقصى” التي شكّلت محطة مفصلية في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي، تتكاثر المواقف الداعية إلى المراجعة والنقد البنّاء لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، في ظلّ التحوّلات الميدانية والسياسية العميقة التي أعقبتها. وفي هذا الإطار، أصدر حزب “خط أحمر” بيانًا تناول فيه الحدث من زاوية تقييمية شاملة، داعيًا إلى إنهاء حقبة الفوضى والرهانات الخاطئة، وبناء مشروع عربي جديد يرتكز على الدولة والسيادة والكرامة الوطنية.

أكّد حزب “خط أحمر” في بيانه أنه “في الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، لا بدّ من أخذ العِبر والدروس مما حصل، فللأسف كانت دماء عشرات الآلاف وحياتهم ثمنًا باهظًا للرهانات والقرارات الخاطئة، وأدّت بالنتيجة إلى هزيمة جديدة واستسلام جديد”.

وأضاف البيان: “تغيّرت المنطقة، وبات من الضروري أن نعترف جميعًا بأن إدارة هذا الصراع منذ يومه الأول عام 1948 كانت إدارة كارثية، اتسمت بالكثير من الجهل والدكتاتورية والشعبوية والمزايدات والنفاق، من أنظمة الفرد الواحد إلى الجيوش وتسلّطها، وأخيرًا المقاومات وأجندات مشغّليها”.

وتابع الحزب: “77 عامًا لم نبنِ خلالها مجتمعاتٍ ولا دولًا ولا أوطانًا، تركنا العلم تحت شعار حماية الدين، وتركنا الحداثة تحت عنوان مواجهة الإمبريالية، ورفضنا الواقع تحت نظرية المؤامرة”.

وأشار البيان إلى أنّ “حماس اليوم تقبل بالعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، و”حزب الله“ يريد العودة إلى عام 1992، لا لشيء إلا حفاظًا على وجودهما الذي دمّر غزة وأسقط لبنان، وكأنّ شيئًا لم يكن. فلم يُكسر المحور من طهران إلى بيروت، ولم يسقط الأسد في دمشق، ولا يختبئ الحوثي في بطون جبال صنعاء”.

وختم الحزب بيانه مؤكدًا أن “آن لهذا العبث أن ينتهي، وفي هذا السياق تحديدًا أتت قرارات الحكومة اللبنانية في 5 و7 آب، امتثالًا أوّلًا وأخيرًا لرغبة الغالبية العظمى من اللبنانيين التوّاقين إلى بناء دولة سيّدة حرّة مستقلة، تملك حصرية القرار والسلاح، تُصان فيها حقوقهم وكرامتهم، وتُحفظ فيها أموالهم وأرضهم، وتُحمى فيها حياتهم ومستقبلهم”، معتبرًا أنّ “7 أكتوبر 2023 هو تاريخ المأساة التي قد يُولد من رحمها أمل في مستقبل مشرق، إذا لم نُضِع هذه الفرصة”.