خلاص غزة بين انتحار حماس واعدامها! واتفاق من مرحلة أولى فقط! ووقف نار غزة باتفاق “لبناني”!
غزة بعد الاتفاق لن تشبه غزة ما قبله! إنتهت الحرب في غزة، وخسرت حماس!
بقلم سمير سكاف – كاتب وخبير في الشؤون الدولية
إنتهت الحرب في غزة ولكن بنتائج مؤجلة! حُسمت الحرب في غزة من دون أن ينتهي النار، وبمعارك مؤجلة الى مواعيد لاحقة!
اليوم التالي في غزة سيكون من دون حركة حماس! هذا هو مضمون مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهذا هو مضمون اجتماع باريس اليوم الأوروبي – العربي الدولي!
تدرك حماس أنها أمام خيارات مؤلمة جداً بكل الاتجاهات؛ إذ أنه بعد تسليمها للأسرى الاسرائيليين لديها ستعود اسرائيل لتشغيل محركات الإبادة ما لم تقم الحركة بتسليم سلاحها بالكامل، وما لم تخرج من الصورة كلياً، سياسياً وعسكرياً وسلطوياً!
وقف الإبادة، ولو لأيام، مقابل تسليم الأسرى الاحياء! هذه هي فعلياً المرحلة الأولى من الاتفاق في غزة بين حماس والحكومة الاسرائيلية!
ميدانياً، تخرج اسرائيل بنصر كبير بتسليم الأسرى الأحياء لدى حركة حماس! في حين تقوم بتسليم حوالي 2.000 سجين فلسطيني لديها… فقط!
علماً أن عدد السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ارتفع من 1.500 سجين قبل طوفان الأقصى الى أكثر من 11.000 سجين اليوم، بينهم 400 طفل!
ما يعني أن نجاح المرحلة الأولى من هذا الاتفاق لا يقدم ضمانة لنجاح المرحلة الثانية.
هذا النوع من الاتفاقات في غزة ليس جديداً. فمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشبه الى حد كبير مبادرة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن!
إلا أن مبادرة ترامب هذه المرة مبنية على رفع اسرائيل لمستوى الإبادة والحصار والتجويع لأهل غزة وأطفالها مع عمليات عربات جدعون I وعربات جدعون II. وهي مبنية أيضاً على ضوء أخضر أميركي في إبادة من تبقى من أهل غزة، وعلى إعدام من تبقى في حركة حماس في حال عدم استسلامها!
ومع اختلال موازين القوى العسكرية ودخول اسرائيل الى قسم كبير من مدينة غزة وإدراك حماس أن الإبادة المستمرة أصبحت واقعاً اضطرت حماس على الموافقة. وهو اعتراف فعلي منها بالهزيمة!
وسيحرر اتفاق اليوم اسرائيل من أوزان الأسرى ومن ضغوط عائلات الأسرى ومن التظاهرات ضد الحكومة الاسرائيلية. وسيريحها لمتابعة الحرب بشكل أشد قساوةً وعنفاً!
الاتفاق في غزة سيشبه الى حد كبير اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان!
فاسرائيل بالتأكيد، إذا ما وافقت على المرحلة الثانية، وهو غير مؤكد، كما أن موافقة حماس غير مؤكدة أيضاً، فهي لن تنسحب من كافة النقاط!
وستعتبر اسرائيل أنه هناك الكثير من النقاط الإستراتيجية التي يجب أن تحتفظ بها لحماية أمنها القومي!
كما أن وقف النار في غزة لن يمنع اسرائيل من شن غارات موضعية، ومن تنفيذ اغتيالات لمن تبقى من مقاتلي ومسؤولي وقيادة حماس بالدرونات، كما تفعل مع مقاتلي ومسؤولي وقيادات حزب الله في لبنان!
قد لا تعترض اسرائيل على إعادة بناء غزة. ولكن غزة الجديدة ستكون من دون حماس، ومن دون سلطة معادية لها، ومن دون سلاح، ومن دون… أنفاق!
ولا يهم بعدها إذا كانت قوات الأمن في غزة مصرية، أردنية، أو إماراتية… أو دولية! ولكن المهم بالنسبة للجانب الاسرائيلي هو إبعاد السلطة الفلسطينية قدر الإمكان عن السلطة الفعلية في غزة!
وتبقى أن مسألة الضفة الغربية سيجري تحريكها لاحقاً بالتأكيد من قبل الحكومة الاسرائيلية!
اليوم التالي في باريس!
في الوقت نفسه، يجري اليوم اجتماع باريس على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة وزراء أوروبيين وعرب، بالإضافة الى وزراء خارجية تركيا وكندا وإندونيسيا… لمناقشة آليات تفعيل اليوم التالي!
ولكن هذا الاجتماع يحدث في غياب الولايات المتحدة الأميركية، بعدم مشاركة وزير خارجيتها ماركو روبيو بطلب من الحكومة الاسرائيلية!
فالحكومة الاسرائيلية تعتبر الاجتماع الباريسي يضر بها. وهي ترفضه جملةً وتفصيلاً، بالإضافة الى أنها لم تكن مدعوةً إليه!
وباريس تعتبر الاجتماع امتداداً للاجتماع الأممي الذي ترأسته مع السعودية بخصوص حل الدولتين وأدى الى اعتراف دول عدة بدولة فلسطين، على رأسها فرنسا وبريطانيا وكندا وأوستراليا وبلجيكا…
ولكن الاجتماع الفرنسي يؤكد أيضاً على رفض وجود حماس في مستقبل غزة.
“يللي بيكويه الحليب بينفخ على اللبن (الزبادي)!”
علَّمت وتعلم التجارب السابقة في غزة وفي لبنان أن ما يجري اليوم في غزة ليس وقفاً نهائياً للنار. بل هو مرحلة تسبق جولة حرب ثانية ما لم تستسلم حماس بالكامل!
وما قد ينتظر غزة في حال عدم استسلام حماس سيكون بالتأكيد أعظم مما سبقه!