بقلم المحامي أديب زخور
انه يوم المحامي في 10 تشرين الاول من كل عام نستذكر رسالة المحاماة ونقف عند باب العدالة لنستجوبها فيما اذا كنا على قدر المسؤولية، ونفحص الكتب والشرائع ونراجعها لنتأكد هل قمنا بدورنا في اعطاء الرأي الاستشاري السليم للتشريع الصحيح، ومنّا من يقف امام اقفاض السجون ليرى اذا كانت الجلسات مؤمنة وحق الدفاع مصون، ومنّا من يستبسل في الدفاع عن قضيّة أو رسالة ويعطيها من وقته وراحته ليصل الى النتيجة المبتغاة ولا زالت الاسئلة تطرح عن تحسين وضع المحامي المادي والصحّي والنقابي وكلها اسئلة مشروعة تصبّ في الصالح المشترك.
وتبقى مهنة المحاماة المتراس الاول للدفاع عن الحريات العامة والخاصة للدفاع وصون الوطن على الصعيد التشريعي والقانوني والمدني والعين الساهرة في إبداء الرأي وفي الاضاءة على المخالفات على جميع الصعد ومنها الحريات العامة وحقوق الانسان وعلى انتقاد ممارسات كل اصحاب السلطة عند التعسف في استعمال الحق بغية تأمين تطبيق صحيح وعادل ومتوازن للعدالة في كافة المرافق، ويقول العلاّمة موريس غارسون ان مهنة المحاماة تتضمن نضالاً يومياً للدفاع عن الانسان وعن الحقوق نضالاً من أجل مبدأ، نضالاً لكشف الفاسدين، ونضالاً احياناً ضد الاقوياء ومن يسيء استعمال السلطة، ويشدّد على الحس الانساني للمحامي الذي يستشعر بعمق كيانه مختلف الاحاسيس في وسط هذه المعركة، وهذا ما يميّز مهنة المحاماة:
“La profession d’avocat comporte une lutte quotidienne: lutte pour défendre une personne ou un droit, lutte pour un principe lutte contre l’arbitraire, lutte pour démasquer l’imposture, lutte quelquefois pour attaquer un puissant qui abuse de son pouvoir, dans ces combats, l’avocat peut ressentir tous les mouvements passionnels de l’âme, l’enthousiasme, l’indignation la colère, le mépris”. M.MAURICE GARÇON
وأحياناً كثيرة يتنازل المحامي عن اتعابه او لا يتم تقديره عند انهائه لملفاته أوعدم تسديد اتعابه كما يجب، الاّ أن المحاماة تبقى عريقة بنبل دفاع المحامي عن قضاياه واستبساله من أجل نصرة الضعفاء او موكليه المغبونين، ويشعر بالنبل والانتصار عند تأمين حق الدفاع بشكل يومي عندما يتخطى العقبات اليومية ويزرع الامل بالرغم من اليأس ومن بطء العدالة في أحياناً كثيرة وهذا ما يجعل منه فارس الحق وأمير العدالة، والقابه لا تقدر بثمن من أجل الدفاع القضايا المحقّة واحياناً كثيرة مستعصية، ويقول العلامة روجيسيو، رئيس القضاة الأعلى في فرنسا في عهد لويس الخامس عشر، عن مهنة المحاماة:”مدونة الشريعة والقانون” إن المحاماة عريقة كالقضاء، مجيدة كالفضيلة، ضرورية كالعدالة، هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان، المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبداً له، ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة، غنياً بلا مال، رفيعاً دون حاجة إلى لقب، سيداً بغير ثروة”. هذه المقولة تعكس مكانة المحاماة الرفيعة وأهميتها في تحقيق العدالة وحماية الحقوق.
ويُنسب إلى الملك لويس السادس عشر قوله: “لو لم أكن ملكاً لفرنسا لوددت أن أكون محامياً” ، فإذا كان الملوك يشتهون أن يكونوا محامين فهنيئاً لكم عرش العدالة والدفاع عنها التي لا تقدّر بثمن.
هنيئاً لكم ايها المحامون القابكم المجبولة بعرق رسالتكم وتضحياتكم اليومية، هنيئاً لكم نضالكم وسهركم على ملفاتكم، لتأمين حقوق العالم والوطن، وكل عام ونضالكم لا يستكين ولا يهدأ الى حين تحقيق العدالة.