تفاصيل أسرار مستقبل #غزة…
٩ مجالات للتحرك لتنفيذ مبادرة ترامب! وانتحار حماس لوقف حرب الإبادة في غزة التي تدخل زمن "الأمن الإسرائيلي"!
٩ مجالات للتحرك لتنفيذ مبادرة #ترامب! وانتحار #حماس لوقف حرب #الإبادة في غزة التي تدخل زمن “الأمن الإسرائيلي”!
–
بقلم سمير سكاف – كاتب وخبير في الشؤون الدولية
لن يتأخر انضمام معظم الدول العربية الى اتفاقات أبراهام مع اسرائيل بتحفيز أميركي.
ولن تتأخر الولايات المتحدة الأميركية بالانضمام الى مشروع حل الدولتين الذي تمّ تفعيله في المؤتمر الأخير في الهيئة العامة للأمم المتحدة الذي بادرت له وترأسته كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية.
ولن تتأخر حماس في “الاضمحلال” السياسي والعسكري والسلطوي في غزة وإن كانت لم تنتهِ واقعياً بعد.
فبعد سنتين على عملية طوفان الأقصى، انتصرت اسرائيل عسكرياً وهُزمت حماس!
وانتحار حماس كان، وهو الشرط الرئيسي الثاني لوقف حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة بعد تسليم كافة الأسرى الإسرائيليين لديها.
ومع ذلك، فإن النقطة الوحيدة غير الواضحة المعالم بعد هي الضمانات التي أعطتها حماس لتسليم سلاحها. وهي نقطة يمكن أن تغير كل شيء، مؤقتاً، في حال عدم التزام حماس!
ولكن المسار الدولي هو مسار تفاؤلي وجدي يعيد السلام الى من تبقى من أهل وأطفال غزة بغية إعادتهم الى “الحياة”!
فما هي أسرار مستقبل غزة:
*1 – في السياسة الفلسطينية وحكم غزة:*
– يعود حكم غزة للسلطة الفلسطينية.
– تنضم غزة الى الضفة الغربية تحت سلطة واحدة.
– تخرج حماس كلياً من السلطة في غزة. وتسلم كافة المراكز الإدارية للسلطة الفلسطينية.
– يتمّ تشكيل هيئة رقابة سياسية دولية لمتابعة تطور الوضع السياسي في غزة.
– تعمل السلطة الفلسطينية على عدم عودة حماس للحياة السياسية في غزة.
– تعمل السلطة الفلسطينية بمساعدة الأوروببيين والعرب على إعادة بناء المؤسسات فيها، مع التركيز على التحديات الهائلة التي ستواجه السلطة الفلسطينية لإعادة بناء بنيتها التحتية الإدارية والأمنية والاجتماعية في غزة بعد الدمار.
*2 – في السياسة الدولية والاعتراف بدولة فلسطين:*
– يرتفع الاعتراف بدولة فلسطين من 154 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة الى أكثر من 180 دولة تباعاً.
– قد لن تتأخر الولايات المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين.
– فصل غزة كلياً عن إيران، وإعادتها بالكامل الى الحضن العربي.
– اعتراف اسرائيل بدولة فلسطين يبدو بعيداً في الوقت الحاضر. ولكن وساطة أميركية على مستوى وساطة الرئيس جيمي كارتر في كامب دايفيد في أيلول/سبتمبر 1978 بين الرئيس أنور السادات ومناحيم بيغين، أو وساطة الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض أيلول/سبتمبر 1993 بين ياسر عرفات وإسحاق رابين للتوقيع على اتفاق أوسلو… وساطة ليست مستبعدة حالياً! وان كانت ما تزال مبكرة.
*3 – في الأمن الداخلي في غزة:*
– 5.000 شرطي فلسطيني سيستلمون الأمن الداخلي في غزة. تمّ تدريبهم في مصر والأردن.
– تواكب دول الاتحاد الأوروبي وكندا السلطة الفلسطينية بتأهيل تقني لقوى الأمن الداخلي الفلسطيني في السنوات المقبلة.
– يتمّ تحويل غزة الى منطقة منزوعة السلاح بالكامل.
– يتمّ تدمير كافة الأنفاق في غزة.
*4 – في الأمن الحدودي:*
– يتخذ مجلس الأمن قراراً بتأسيس لقوات حفظ الأمن في غزة.
– يمكن تقدير عدد قوات حفظ الأمن الدولية بحوالى 11.000 عنصر، بينهم حوالى 1.000 عنصر من الإداريين. وذلك، بناءاً لتجربة لبنان مع اليونيفيل.
– يمكن أن تشارك الدول العربية في قوات حفظ الأمن، وفي مقدمها: مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر في قوات حفظ الأمن الدولية.
– كما يمكن أن تشارك فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وإسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وأوستراليا وسلوفينيا وكندا في قوات حفظ الأمن أيضاً.
– وكذلك يمكن أن تشارك تركيا وباكستان وإندونيسيا وغيرها من الدول في قوات حفظ الأمن.
– ويمكن أن تشارك الولايات المتحدة بمجموعة عسكرية في داخل غزة مهمتها مراقبة “التغيير الأمني” الجذري، من معادٍ لإسرائيل ل”صديق” لها!
– ترسل الولايات المتحدة فريقاً عسكرياً أولياً، من 200 عسكري بحسب بعد المصادر! وقد يسبق ذلك قرار مجلس الأمن.
*5 – في تبادل الأسرى والمعتقلين*
إن استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس هو مفتاح الحلول بالنسبة لاسرائيل! وهو في الوقت نفسه مؤشر انتصار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في الحرب.
48 أسيراً اسرائيلياً لدى حماس بينهم 20 من الأحياء. هذا هو الرقم الأقرب الى الحقيقة في موضوع الاسرى الإسرائيليين. ويُنتظر أن يعود كل الأحياء منهم الى ديارهم، بوساطة الصليب الأحمر الدولي خلال أيام.
في الجانب الفلسطيني، من المنتظر أن تطلق اسرائيل اكثر من 2.000 معتقل فلسطيني، من دون إطلاق القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، ومن دون تسليم رفاة قائد حماس يحيى السنوار.
وتجمع الأرقام المختلفة على أن اكثر من 10.000 فلسطيني اعتقلتهم اسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى!
ولكنها تختلف بالنسبة لعدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية؛
فهي تتراوح من 1.500 معتقل قبل طوفان الأقصى، وصولاً الى 11.500 معتقل حالياً. في حين تتحدث أرقام أخرى عن 5.500 معتقل قبل طوفان الأقصى وصولاً الى 16.500 معتقل حالياً!
ولكن مختلف الأرقام تؤكد اعتقال اسرائيل لحوالى 400 طفل فلسطيني!
وإذا كان يصعب على الفلسطينيين أسر الإسرائيليين، إلا أنه يسهل على الإسرائيليين اعتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي عدد من المناطق في غزة.
*6 – في وقف النار والإنسحاب الاسرائيلي*
يكون الانسحاب الاسرائيلي على الطريقة اللبنانية.
سينسحب الجيش الإسرائيلي من خط أصفر الى خطوط ملونة أخرى. ولكنه سيحتفظ بالتأكيد ب “خط أحمر” على حافة القطاع!
وقد يكون وقف النار “الغزاوي” أفضل من وقف النار اللبناني!
وذلك، بعد تسليم كامل لسلاح حماس لجهات عربية مثل مصر أو للسلطة الفلسطينية، وبفضل التسليم الكامل الموعود لهذا السلاح! وذلك، على خلاف رفض حزب الله لتسليمه لسلاحه شمال الليطاني، والذي يعتبره ضرورة، من وجهة نظره لحماية بيئته!
والأمر نفسه ينسحب على وقف الاغتيالات لمن تبقى من قادة حماس، والذين قد يخرجون من دائرة الاستهداف الاسرائيلي، بعكس مقاتلي ومسؤولي وقيادات حزب الله.
*7 – في إعادة الإعمار*
أبدت الدول العربية والدول الأوروبية وعدد من دول العالم استعدادها الكبير لتمويل إعادة إعمار غزة. ولهذا السبب سيجري:
– مؤتمر دولي للمانحين.
– إنشاء صندوق لإعمار غزة.
اليوم التالي في غزة هو يوم قيامة غزة من تحت الدمار والركام. وهو أيضاً يوم سحب من تبقى من الشهداء من تحت الركام، والذي قد يستمر لسنوات.
*8 – في المال والاقتصاد*
في إطار إعادة الإعمار. ستقوم البلدان المانحة بتمويل غزة بنوع من “مشروع مارشال” فلسطيني.
وسيكون ذلك عبر تمويل البنك المركزي الفلسطيني أو سلطة النقد الفلسطينية، التابعة للسلطة الفلسطينية.
وستقوم بلدان الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص بمساندة السلطة المالية الفلسطينية تقنياً لإعادة سير الأمور المالية بشكل طبيعي.
*9 – عودة الضفة الى الضفة بعد عودة غزة إليها، ومعركة وقف الاستيطان!*
إن حماية الضفة الغربية هو في أساس حماية غزة. وهو مقدمة لوقوف دولة فلسطين ولسيادتها على أراضيها.
وقد أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح مؤتمر باريس الأخير بشأن غزة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية.
وهذا الاستيطان الاسرائيلي، أو تفكيكه، سيكون في صلب المعركة الدولية المقبلة في إطار إنشاء دولة فلسطين.
فهل أوقفت اسرائيل أحلام الترانسفير الكبير من غزة ومن الضفة؟!
انتهت الحرب في غزة، مع أو من دون تجاوب حماس. فالواقع يكون كالتالي: إذا ما تجاوبت حماس ينتهي الوضع سلمياً، وإن لم تتجاوب ينتهي الوضع عسكرياً!
تقدم الوقائع رؤية متفائلة جداً ومرغوبة دولياً لمرحلة “اليوم التالي” (حل الدولتين، نزع سلاح حماس، عودة السلطة، إعادة الإعمار). ومع ذلك، فمسألة السيادة الفلسطينية لن تكون سهلة الهضم في اسرائيل!
وما قد يبدو مستحيلاً اليوم قد يصبح واقعاً غداً. فالالتزام الدولي بإنهاء الحرب في غزة وبناء دولة فلسطين هو في أعلى مستوياته حالياً!