السفير هشام حمدان محاضرًا في الأرجنتين : لاستراتيجية شاملة تعيد بناء الوحدة الوطنية

في إطار تعزيز الحوار الثقافي والوطني بين الجاليات اللبنانية في الخارج، وسعيًا إلى ترسيخ مفهوم الدولة السيدة القادرة على استعادة دورها وقرارها المستقل، شهد النادي اللبناني في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس ندوة فكرية سلطت الضوء على المراحل المفصلية في تاريخ لبنان وعلاقته بالصراعات الإقليمية، وعلى ضرورة إعادة بناء الثقة بالدولة ومؤسساتها من خلال رؤية وطنية جامعة.

لبّى رئيس الهيئة التنفيذية في “الجمعية اللبنانية لبناء السلم والتنمية المستدامة” السفير الدكتور هشام حمدان دعوة النادي اللبناني في بوينوس آيرس – الأرجنتين، حيث ألقى محاضرة تناول فيها الظروف التاريخية والسياسية التي مرّ بها لبنان منذ اتفاق القاهرة عام 1969، حين تخلّى عن بعض موجبات اتفاق الهدنة مع “إسرائيل” لعام 1949، نتيجة ضغوط إقليمية ودولية ومحلية، مما أدّى إلى انخراطه في الصراع العربي – الإسرائيلي والسماح باستخدام أراضيه لعمليات المقاومة الفلسطينية ضد “إسرائيل”، ففقد بذلك حصرية قرار السلم والحرب وتحول إلى ساحة نزاعات دفع اللبنانيون ثمنها على مدى عقود.

وقال حمدان: “ليس المهم اليوم مناقشة صوابية ذلك الموقف أو خطئه، بل المهم أن يدرك اللبنانيون وأصدقاؤهم أن لبنان ليس دولة فاشلة كما يروّج البعض، بل هو ضحية ظروف معقدة”. ودعا إلى الإيمان بلبنان ومستقبله، مؤكدًا أن “المطلوب الآن هو التعاضد بين اللبنانيين لإعادة القرار السيادي للدولة، ووضع استراتيجية وطنية شاملة تعيد بناء الوحدة الداخلية وتزيل آثار الحروب النفسية والمادية، بما يتيح الانخراط في المسيرة الحضارية الدولية”.

كما عرض حمدان للمساعي التي تقوم بها الجمعية في لبنان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لبناء السلم، داعيًا الجالية اللبنانية في الأرجنتين وأصدقاء لبنان إلى المشاركة في الجهود الأكاديمية والعلمية وتشجيع الخبرات الأرجنتينية، خصوصًا من ذوي الأصول اللبنانية، على المساهمة في الحوار الوطني الهادف إلى وضع استراتيجية سلام لبنانية مستدامة تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها الدولية.