الوَطَنُ المخطوفُ بينَ ذِئابِ السُّلطة

بقلم د. ليون سيوفي – باحثٌ وكاتبٌ سياسيّ
@sheikhleon

لم أرَ في تاريخِ الأممِ حُكَّاماً يُعَادُونَ شُعوبَهم كما يفعلُ بعضُ مَن تَسلَّطَ في وطنِنا, كأنّهم وُلدوا ليحكُموا ضِدَّ الناسِ لا لأجلِهم.

يَتَسابقونَ في العِظَاتِ ويَتَواطَؤونَ في الصفقاتِ, يَخدِعونَ بالكَلِماتِ ويَسرِقونَ بالوقائعِ.

يلبَسونَ ثِيابَ الوطنيةِ مساءً، ويُزيلونَها صباحاً لِيَعودوا إلى مَجالِسِ النِّهبِ والامتيازاتِ.

هؤلاءُ ليسوا سوى قُطّاعِ طَريقٍ بوجوهٍ قانونيّةٍ، يَنهَشونَ مقدَّراتِ البلدِ ثم يَعلِّمونَنا الوِفاءَ والوَطنيّةَ.

هل نَنتَظِرُ منهم خلاصاً وقد أخرجوا الوطنَ من دائرةِ الأمانِ إلى مُتْنِ التَّشرِيدِ الاقتصاديِّ والذِّلّ الاجتماعيّ؟

أم نَصدِقُ من يُنَظِّفونَ سجلاتَهم الشَّرعيّةَ خطباً وحواراً، وفي الخَفاءِ يَبرِمونَ عقودَ الفَسادِ؟

ليسَ النقدُ تَجنيماً على السياسةِ، بل هو سَيفٌ لِفَضحِ مَن سَرَقوا الأملَ.
لن نقبلَ أيَّ تبريرٍ لِخَسارةِ وظائفٍ، لِتَقلُّصِ رواتبٍ، لِتَدميرِ مؤسَّساتٍ كُنّا نَرتَكِزُ عليها.

المسؤولُ الذي خانَ المِيثاقَ الوطنيَّ يُخسِرُ صِفَتَهُ كَحاكمٍ، ويَكتسبُ صِفةَ مُتَّهِمٍ أمامَ التاريخِ والشعبِ.

هذه مَأْساةٌ أن يَصِيرَ العَدُوُّ داخِليّاً، وأن نَحتاجَ إلى مُقاوَمَةٍ جديدةٍ مقاومةٍ للمَفسِدينَ ومَن باعَ الوطنَ بأثمانٍ رِخيصةٍ.

نحنُ لا نَنادي بالانتقامِ بل نَطالبُ بالمساءلةِ،بالمحاسبةِ، وبإرجاعِ الحقوقِ، وببِناءِ دولةٍ تُحكَمُ بالمصلحةِ العامةِ- لا بمصالحِ شبكاتٍ مُغلقةٍ.يا مَن تَهتِمونَ بالمنصبِ كمَصدرِ شَرِعِيّةٍ اعلموا أنّ الشَّعبَ لا يَنسى، والتاريخُ يَدفَعُ الحساب.

وإنْ ظَللتم تُماطِلونَ، فالمشهدُ السياسيُّ يَتغيّرُ، والصَّبرُ الشعبيُّ يَنفَدُ، وذِراعُ القانونِ مهما طالَ سوفَ تلمَسُكم حيثُ لا يَرْحمُكم سِوى العدلُ.

اخترنا لك