ثورة ١٧ تشرين… حلمُ وطن لن يأتي

بقلم غادة المرّ

يا ثورتي الحلوة أفيقي، نحن اليوم نرمي عليك السلام والورود، ونحضن حلمنا وننتظر.

للمرة الثانية يغتالوننا.

المرة الأولى حين اغتالوا ثورتنا و قمعوها.

وهذه المرّة، حين اغتالوا حلمنا بوطن يشبه الأوطان الجميلة.

كيفَ قالوا لنا إنَّ الثورةَ المحقّةَ تنتصرُ! ونحن ثورةُ الحقِّ.

كيفَ قالوا لنا اذا ما الشّعبُ يوماً أرادَ الحياةَ، فلا بدَّ للّيلِ أن ينجلي، ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسر!ونحن أردنا الحياةَ الحرةَ والكريمةَ… فلا الليلُ انجلى ولا القيدُ انكسر.

كيف قالوا لنا اإنَّ الثورةَ تولدُ من رحِمِ الأحزانِ …والحزنُ في وطني تكدّسَ في الطّرقاتِ والبيوتِ أطناناً !

كيفَ قالوا لا تخافوا فالخيرُ أخيراً ينتصر!

ونحنُ بلعنا الشّرَ واختنقنا من الظلم والقمعِ!

كيفَ قالوا، وللحريّةِ بابٌ، بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ بالدّماءِ يُقرعُ !

ونحنُ، غدتْ طرقاتُنا تسبحُ في أنهرٍ من الدّمِ وغصّتْ بقوافل الشّهداءِ!

كيف أوهمونا أنّ الثّورةَ تنتصرُ ! ونحن نبتلعُ الإحباطاتِ ونصارعُ القمعَ والفجور!

كيف كذبوا علينا وأوهمونا أن الدّستورَ يحمي حياةَ المواطنِ وأملاكه وحريَةَ التعبيرِ ورسالةَ الفكر والحرّيات !

متى تصبحُ كلماتُنا بندقيةً وتغتالُ كلَّ أعداءِ الوطنِ والحريّةِ، وتُسدَلُ السّتارةُ على أبشعِ مسرحيّةٍ هزليّةٍ قاتلةٍ، عاشها شعبٌ يوماً في تاريخِ البشريّة؟

لبنانُ اليومَ ليسَ بخيرٍ…نحن كذلك.

أيّها الثّوارُ … عودوا إلى السّاحاتِ وقاوموا، لم يعدْ لدينا خيار أخر َ سوى الموتِ ذُلاً،جوعاً،مرضاً واغتيالاً.

لم يعدْ لدينا ترفَ الوقتِ، لن ينقذَنا أحدٌ غيرَ ثورتِنا ونضالِنا وثباتِنا.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com