إدفع تخرج

بقلم عماد موسى

بحسب القانون اللبناني يُحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في عدد من حالات الخطف منها “إذا جاوزت مدة حرمان الحرية الشهر” أو “إذا استعمل الفاعل ضحيته رهينة للتهويل على الأفراد أو المؤسسات أو الدولة بغية ابتزاز المال أو الإكراه على تنفيذ رغبة أو القيام بعمل أو الامتناع عنه…ألخ”.

وما حصل أن النائب السابق حسن يعقوب قُبض عليه في العام 2015 بجريمة “خطف هانيبال معمر القذافي وحجز حريته وعدم إبلاغ السلطات الرسمية بالأمر وتعذيبه جسديًا ونفسيًا ومعنويًا” وأطلق بعد 7 أشهر، لو أخد يعقوب السيد هانيبال خطيفة لأُبقي في بيت خالته من سنة إلى ثلاث سنوات. سبعة أشهر وطلع من الحبس مش ممنون.

في المحصلة أطلق الخاطف واعتقل المخطوف لحوالى عشرة أعوام من دون محاكمة أو اتهام سوى ما سرّب عن كتم معلومات في قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، علمًا أن القانون يحمي كاتم المعلومات إن مت بقرابة لصيقة إلى المرتكب. كيف إذا كان الكاتم المفترض دون الثالثة من عمره يوم حصلت عملية الاختفاء والإخفاء.

غداة توقيف يعقوب أصدرت عيلته بياناً جاء فيه “إن يزيد قد طغى وتكبّر وتجبّر لكي يمتلك حقبة من زمن فأراد الله أن يمتلك الحسين كل الزمن ويكون المصلح”. حسنًا وماذا عن عملية الخطف؟ أدرجت العيلة إذًا العملية الإلهية المباركة في إطار الصراع القائم بين الجبهة اليزيدية والجبهة الحسينية، وبين مستكبرين ومظلومين.

في هذه القضية، وبعد عقد من الزمن لا أحد يعرف ما إذا كان هانيبال شاهدًا، أو متهمًا أو مجرد ورقة ضغط عالقة في الأدراج. الجليّ أن تهمة القذافي الأساسية هي قرابته البيولوجية لقائد الجماهيرية العظمى معمر القذافي، معطوفة على قدحه بالبقلاوة اللبنانية وذمه بالتبولة!

سلك محامو القذافي كل الطرق القانونية لإطلاق موكلهم البريء من التهم المنسوبة إليه. سعت منظمات دولية كما حكومة بلاده لتحريره. وأعلن الرجل ذو الشعر الطويل مرات عدة إضرابه عن الطعام لتحريك الرأي العام اللبناني والعربي الساكت على الظلم. كل ذلك لم يؤت ثماراً… إلى أن انتهت فصول احتجاز السيد هانيبال، أو كادت، بقرار إخلاء سبيله بكفالة قيمتها 11 مليون دولار ومنعه من السفر.

11 مليون دولار عشرات أو عشرينات أو خمسينات؟ كيف سيجمعها؟

ما الزلمي بلا شغل من 10 سنين وإنتو عم تشتغلوا فيه، وهو من يجب التعويض عليه لقاء حجز حريته غير المبرر.

ولماذا منعه من السفر؟ ما الذي لم يُستكمل بعد؟ هل سيحقق معه حسن يعقوب؟

11 مليون دولار؟ أهي كفالة أو فدية يدفعها المخطوف للدولة الخاطفة؟

اخترنا لك