رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم #البابا+فرنسيس

قداستكم الجليلة، باسـم شعبٍ مثقلٍ بالوجع، وبقلبٍ نابضٍ بالإيمان رغم الألم، نستقبلكم قريبا في لبنان، وطن الرسالة، والإنسان، والعيش المشترك، أرضٌ باركها الله ولكنها تنزف تحت ثقل الظلم والفساد والحروب المتكررة.

قداستكم، لقد أرهقنا القهر، وضاق بنا العيش، وتكاثرت على صدورنا الهموم، فيما تُسمع في سمائنا أصوات القصف والدمار، وتتعالى صرخات الأطفال والنساء والشيوخ من بطشٍ لا يرحم، يأتينا من اعتاد أن يضرب دون رادع أو ضمير.

نناشدكم، بصوت الإيمان والإنسانية، أن ترفعوا كلمتكم الصادقة ضد الظلم الذي يطال الأبرياء، وضد الفساد الذي نخر جسد وطننا حتى العظم.

إنّ الطبقة السياسية في لبنان مدعوّة اليوم، أمام حضوركم المبارك، إلى مراجعة ضمائرها، والعودة إلى خدمة الإنسان، لا استعباده.

نرجو من قداستكم، أن توجهوا إليهم كلمة الحق باسم الله والعدالة، فالشعب اللبناني لم يعد يحتمل المزيد من الخيبات، ولا من الاستهتار بمصيره وكرامته.

نؤمن أن زيارتكم تحمل رسالة سلامٍ ورجاء، وأنها نورٌ يضيء درب هذا الشعب الذي لم يفقد إيمانه رغم الظلمة.

ليكن حضوركم بيننا بركة تذكّرنا بأن العدالة صوت الله على الأرض، وبأن من يسكت عن الظلم، إنما يشارك فيه.

قداستكم، من لبنان الجريح، من أفواه الأطفال ودموع الأمهات وآهات الشيوخ، نرفع إليكم هذا النداء: صلّوا من أجلنا، وكونوا صوتنا أمام العالم، لكي يُرفع عنّا الظلم، ويُعاد إلى وطننا وجهه الإنساني المشرق.

بكل احترامٍ وإيمانٍ ورجاء.