بقلم خلود وتار قاسم
هي ليست مصادفة، بل خطة ممنهجة بإتقان لإبقاء الحال على ما هو عليه منذ تكوّن هذا الكيان الذي سُمِّي لبنان!
شعبٌ غارقٌ في دوامة السعي وراء أبسط مقومات العيش الكريم، وسلطةٌ متسلّطة تتلاعب بمصيره وتدير أزماته لتبقى هي في موقع السيطرة.
أما سلاحها الأخطر فهو الخوف… التخويف من “الآخر” الذي قد لا يختلف عني إلا في الانتماء الطائفي، فيُرمى بتهمة الغُربة عني، وتُطمس الحقيقة الأعمق: أننا نتشارك الدم والتاريخ والتربة واللغة والمصير.
هكذا تُفتَح المسرحية القديمة ذاتها — كيف “نتعايش” مع الآخر! وكأنّ التعايش ترفٌ نحتاج أن نتعلّمه، لا طبيعة فطرية سُلبت منا بالتحريض والتقسيم.
تعبنا يا الله… تعبنا من لعبة قذرة تُعاد على مسرحٍ واحد بأدوارٍ مختلفة، لتقودنا نحو الهاوية.
نعم، إن استمرّ هذا العبث سنشهد زوال فكرة لبنان كما نعرفها لأن العدو يعمل حثيثا لكي يستفيد من ضعفنا، وسيكتب التاريخ أن شعباً على أرضٍ مباركةٍ من السماء، تعاون على تدميرها حتى تفرّقوا في أصقاع الأرض يبحثون عن وطنٍ لن يجدوه، لأنهم جحدوا نعمةً وهبها الله لهم.
تذكّروا… كل واحدٍ فينا مسؤول عن كلمته، عن موقفه، عن ما يروّجه، عمّا يصمت عنه.
السكوت شراكة، والكلمة أمانة.
صباحكم أمل… وإن كنا لا نراه حولنا، فلنبحث عنه في أعماقنا، في يقيننا بأن لا حال يدوم، وأن الفرج وعدٌ من الله لا يُخلفه.