رصد بوابة بيروت
في خضمّ التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، ومع تزايد المخاوف من انزلاق لبنان إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع “العدو الإسرائيلي”، وجّه رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامه نداءً إلى رئيس الجمهورية دعا فيه إلى التروّي والحكمة في التعامل مع التطورات، محذرًا من “الانجرار إلى مكيدة إسرائيلية تستدرج الشرعية إلى مواجهة مباشرة معها”.
وسأل سلامه في بيانه: “فخامة الرئيس، ربما أرادت إسرائيل باغتيالها موظفًا في بلدية بليدا أن تستدرج الشرعية إلى مواجهة مباشرة معها؟ فلماذا طالبت القائد بانضمام الجيش إلى مقاومة إسرائيل؟ هل وقعت في مكيدتها؟ وهل أنت مقتنع بأنّ الجيش قادر على محاربة إسرائيل في ظل موازين القوى الحالية؟”
وأضاف متسائلًا ما إذا كان الموقف الرئاسي يهدف إلى فتح باب المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، قائلاً: “هل أطلقت هذا الموقف لتحصل على تأشيرة مرور تسمح للدولة اللبنانية بالدخول إلى المفاوضات، أم أنك مقتنع كما سلفك بأنّ لبنان قادر على تغيير استراتيجيات الدول الكبرى؟”
واستعاد سلامه من التاريخ عبرةً من أمر نيرون الذي أصدره هتلر عام 1945 لتدمير المنشآت الألمانية قبل سقوط النظام، مشيرًا إلى أن وزير التسليح النازي ألبرت شبير رفض تنفيذ القرار “إنقاذًا للشعب الألماني”، تمامًا كما فعل الجنرال بيتان الذي أنقذ باريس من الدمار خلال الحرب العالمية الثانية.
وختم سلامه نداءه بالقول: “فخامة الرئيس، ثبت أنّ إسرائيل هي الولاية الواحدة والخمسين للولايات المتحدة الأميركية، فهل نحن قادرون على المواجهة؟ نريدك أن تدخل التاريخ بأنك حافظت على ما تبقّى من هيكل الدولة، وأنقذت أرزنا الشامخ مما أصاب شجر الزيتون في الجنوب الجريح، وحميت من بقي حيًّا من أهلنا هناك. رجاءً، صارح شعبك بالحقيقة الكاملة وادخل التاريخ من بابه العريض إنقاذًا للبنان.”
