تأسيس اتحاد ساحات #الثورة

بقلم بسّام سنّو – خاص بوابة بيروت

في ساحة العزريّة، كانت تُقام كل مساء حلقات حول خيم صغيرة… لكنها حملت في داخلها وطنًا كبيرًا من الأحلام.

في خيم جمعت الثوّار من مختلف المناطق والانتماءات، حملوا أفكارًا متنوّعة، لكنهم التقوا على هدف واحد: لبنان الحرّ، السيّد، العادل.

احدى هذه الخيم أسّسها شباب يساري الفكر، اذكر منهم فيصل صفير و علي شعابين ومحمود شعبان الذي كان يجمعنا حول فكرة توحيد الساحات وتنظيم العمل الثوري. كان فيصل صفير يؤمن أنّ الثورة لا تنتصر إلا بالوعي، وبوحدة الكلمة والصف.

وبعد عدة لقائات، ولدت مع الأستاذ سمير سكاف فكرة “اتحاد ساحات الثورة “، التي سرعان ما أصبحت مظلة جمعت ثوّار لبنان من كل المناطق، رغم اختلاف المشارب والانتماءات.

تعرفت هناك إلى وجوه لن تُنسى: شيرين الزين، خليل دني، مرسيل راشد، الإعلامية غادة عيد، وهيثم حكيم وبيار جعجع والعسكريين المتقاعدين كالعميد خريش والعميد هاروت والدكتور سمير عاكوم ووسيم غندور وجمال حلواني وأنطوان حويك وهادي بكداش ومحمود الفقيه وبسكال نهرا وزويا صليبا وأيلي هيكل وهشام أبو غنام و وغيرهم من الأحرار.

كان بيننا يمينيون ويساريون، لكن ما جمعنا كان حبّ لبنان، لا غير.

بعد نقاشات طويلة وساعات من الحوار، خرجنا بخمس نقاط كانت بمثابة ميثاق الثورة:

  • لبنان وطن لجميع أبنائه، متساوون في الحقوق والواجبات.
  • استقلالية القضاء.
  • حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني.
  • إلغاء الطائفية السياسية.
  • محاربة الفساد.بدأنا نحمل هذه المبادئ إلى الإعلام، نحاول أن نعيد الثقة بالثورة وأن نفتح باب الأمل من جديد.

    لكنّ المسار لم يخلُ من الحزن… ففي إحدى ليالي الشتاء، وصلنا الخبر الصاعق:

    مقتل فيصل في الإقليم، بظروف غامضة.

    ساد الصمت، خيّم الحزن على الساحة، والدهشة على الوجوه.

    كيف يُقتل شاب في مقتبل العمر، كل ما حلم به كان وطنًا أفضل؟

    ذهبنا إلى عانوت لوداعه الأخير. وقفنا أمام نعشه والدموع تخنق الكلمات.

    رحم الله فيصل صفير… كان شعلة أملٍ انطفأت باكرًا، لكن فكرته لا تزال حيّة فينا، وفي كل من يؤمن بلبنان الذي حلم به.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com