#الثورة التي هاجمت #المصارف لتستعيد ودائعها

بقلم بسام سنّو – خاص بوابة بيروت

كانت شوارع بيروت تضجّ بالغضب…

الناس يركضون بين المصارف وكأنهم يبحثون عن بصيص أملٍ ضاع خلف الزجاج المقفل. في زمنٍ صار فيه المال حبيس الخزائن، وجد المواطن نفسه أمام خيارٍ واحد: أن يسترجع وديعته بنفسه، بأي وسيلة كانت.

الأزمة المالية خنقت الأنفاس، والوعود تبخّرت، فخرجت صرخة من قلب الوجع… شباب أطلقوا على أنفسهم اسم “لجنة أصحاب الودائع”، تلك التي تحوّلت لاحقًا إلى “جمعية صرخة المودعين”.

هؤلاء لم يخرجوا للعبث، بل ليستعيدوا ما هو حقّهم، بعدما أغلق النظام المالي كل الأبواب.

في شارع الحمرا، اشتعل الغضب أولًا. ألسنة النيران التهمت آلات السحب الآلي، والمشهد كان أقرب إلى انتفاضةٍ صغيرة ضدّ الظلم الكبير.

ثم تتابعت القصص كأنها فصول من فيلم واقعيّ…

واحدة من أبرزها كانت قصة سالي حافظ، تلك الشابة التي اقتحمت المصرف بجرأةٍ مذهلة. لم تدخل لتسرق، بل لتُنقذ شقيقتها المريضة. خرجت وهي تحمل جزءًا من مالها، بينما كانت الكاميرات تصوّر المشهد كأنه فيلم هوليوودي من قلب الأزمة اللبنانية.

وفي منطقة الجامعة العربية، حاول مودع آخر أن يفعل الشيء نفسه. احتجز رهائن مطالبًا بوديعته، لكن النهاية كانت مؤلمة، أصيب واعتُقل قبل أن يرى أمواله.

تكرّرت هذه الحوادث في بيروت وصيدا وطرابلس، فشددت المصارف حراستها، وأقفلت أبوابها إلّا لمواعيد مسبقة.

لكنّ الحقيقة بقيت كما هي: الغضب لم يمت.

قد هدأت الشوارع، لكن تحت الرماد جمرٌ ما زال يتّقد…

طالما بقيت الودائع حبيسة المصارف، سيبقى الوجع حاضرًا، والصرخة قائمة.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com