صحفي مغربي في ساحة #الثورة
بقلم بسام سنو – خاص بوابة بيروت

كاتب وناشط سياسي
في الخيمة المجاورة لخيمتي في الساحة، كان يجلس بعض الشباب من أهل عكار، الذين قرروا البقاء في بيروت بسبب سوء الأوضاع في منطقتهم.
في أحد الأيام، ظهر شاب يحمل شنطة كبيرة على ظهره، يقدم نفسه كصحفي مغربي اسمه محمد. تعرفت عليه يومها، وكان ودودًا جدًا ومتحمسًا لجمع تقرير صحفي يعود به إلى مركز عمله.
كانت الخيمة التي كنت مسؤولًا عنها خالية، بعد أن غادرها الشاب مراد للعودة إلى منزله. عرضت على محمد أن يبيت فيها حتى الصباح لتوفير تكلفة الفندق، ووافق فورًا لأنه أراد إجراء المزيد من المقابلات مع الثوار. ذهبت أنا إلى منزلي، تاركًا له الخيمة للراحة.
في الصباح، تلقيت اتصالًا من جهاز المخابرات في الجيش يطلب مني التوجه إلى شعبة التحقيقات للإدلاء بشهادتي. وما أن علمت بالسبب، صُدمت: فقد أحضر محمد طائرة درون استطلاعية وطيرها فوق مجلس النواب! قامت الدنيا ولم تقعد، وتم اعتقاله خوفًا من أن يكون وراء تصرفه جهة مشبوهة.
كنت خائفًا من احتمالية أن يكون له أي صلة استخباراتية، خاصة بعد أن أخبرني أن والدته بلجيكية. لكن بعد التحقيق، تبين أنه مجرد صحفي ملتزم بعمله، وبقي يومين على ذمة التحقيق قبل أن يُطلق سراحه، بعد أن استلموا منه الطائرة والصور التي التقطها.
أتذكر أنني اتصلت بالمحامي وائل همام، وقلت له: “إذا لم أخرج، قوموا باللازم للضغط على الجهات الأمنية”، لكن الحمد لله، انتهى الأمر بسلام.
وفي وسط هذه الأحداث المليئة بالتوتر، مرّ عليّ صحفي من مجلة يابانية، يبحث عن حقيقة الثورة. أخذ مني تصريحًا داخل الخيمة، وما أدهشني حقًا هو أن لغته العربية كانت سليمة جدًا، كأنه يتحدث بطلاقة منذ زمن. تجربة رائعة تذكّرني بشغف بعض الصحفيين لفهم الحقيقة والتواصل بصدق مع الناس، ورسم الحقيقة كما هي.