#الانتخابات النيابية : نحو تغيير من واقع الهيمنة الحزبية إلى حرية الرأي والانتخاب

بسّام سنّو

كاتب وناشط سياسي

بعد اجتماع مجلس الوزراء بالأمس، وما تخلله من اتفاق على إعادة العمل بقرار انتخاب المغتربين ل ١٢٨ نائب ولو لمرة واحدة، إلى جانب المضيّ في مشروع الميغاسنتر، وقرار إعادة تنشيط الحركة التجارية مع الدول العربية، وفي طليعتها دول الخليج والمغرب العربي وشمال إفريقيا وليبيا، أرى أن لبنان اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة؛ مرحلة الخروج من الهيمنة الإيرانية وهيمنة ما يُعرف بالممانعة، نحو انفتاح فعلي على العالم العربي والمجتمع الدولي.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي وضع لبنان مؤخرًا تحت العقوبات الاقتصادية، إلا أنّ الأجدر به كان إعادة النظر في هذا القرار، خصوصًا في ظل الإصلاحات الجريئة التي تقوم بها حكومة الرئيس نواف سلام، والتي بدأت تُظهر ملامح جدية في استعادة سلطة الدولة ومؤسساتها.
اليوم، لبنان يستعيد هيبة الدولة وهيمنة القرار الوطني الموحّد.

ومع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، أرى أن ملامح التغيير باتت واضحة، وأنّ إنهاء مرحلة الممانعة التي أنهكت البلاد أصبح شبه مؤكد. فهذه الانتخابات قد تُفرز وجوهًا شيعية معتدلة، تؤمن بـ المواطنة والعيش المشترك، وترى أن الشعب هو مصدر السلطات، وأن الشراكة الوطنية هي الطريق الوحيد للخلاص من منطق الانتصارات الوهمية والشعارات الفارغة التي كبّلت عقول الشباب والشابات لعقود.

لقد آن الأوان أن نؤمن جميعًا بأن الدين لله، والوطن للجميع، والولاء يجب أن يكون للبنان أولًا وأخيرًا.

فالنعيد ايماننا بالوطن ونمنحه فرصة أخيرة، ولنفتح باب جديد لتغيير الواقع الحالي عبر صوتنا الحرّ في صناديق الاقتراع.