“الأهطل الصغير” وخرافة الانقلاب الانتخابي : حين يفقد “حزب الله” توازنه أمام إرادة اللبنانيين
بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت

رئيس التحرير
يبدو أنّ “الأهطل الصغير” حسن فضل الله، أحد أبطال مدرسة الإنكار المزمن، قرّر أن يطلّ على اللبنانيين بخطابٍ يختصر مأزق “حزب الله” السياسي في جملة واحدة، “الخوف من الانتخابات”.
ففي كل مرة يشعر الحزب بأن الأرض تهتزّ تحت قدميه، يخرج أحد صقوره المكسّرة ليحذّر من “انقلابٍ انتخابي” أو “مشروعٍ خارجي”، وكأنّ الشعب اللبناني أصبح يصنف من “المغتربين الصهاينة”، أو أن صناديق الاقتراع باتت تهديدًا للأمن القومي الإيراني.
حسن فضل الله يحاول إقناع اللبنانيين بأنّ الاستحقاق النيابي المقبل مؤامرة، وأنّ المنتشرين اللبنانيين حول العالم” الذين تعبوا من فساد الطبقة الحاكمة وجرائمها” يتحوّلون في خطابه إلى “أدوات صهيونية”، فقط لأنهم يرفضون الخضوع للوصاية الإيرانية.
أما اللبنانيون في الداخل، فلا بأس بهم عند “الأهطل الصغير”، طالما هم صامتون، مهدّدون، مرهوبون، ينتظرون تعويضًا أو يتجنّبون السحل والاغتيال إذا ما فكروا بالترشح أو الاعتراض.
هكذا يريد الحزب أن يصوّر المشهد، انتخابات تحت فوهة البندقية، وصناديق اقتراع مكمّمة.
لكن ما لا يدركه هذا “الناطق باسم العجز”، أنّ اللبنانيين الذين كسروا حاجز الخوف يوم “١٧ تشرين” المجيد، لن يعيدهم أحد إلى زمن الوصاية. فالشعب الذي خرج ليهتف في وجه الفساد والسلاح والهيمنة، لا يمكن أن يرضخ لخطابات الترهيب ولا لفقه الوعيد الذي يتقنه الحزب.
إنّ “الأهطل الصغير” الذي غرق حتى أذنيه في مستنقع الفساد، يحاول أن يغرق اللبنانيين معه، وكأنّ نجاة الناس من خراب مشروعه خيانة.
يريدهم أن يبقوا أسرى الخوف، وأن يصدّقوا أن إرادة التغيير مؤامرة، وأنّ التصويت الحر جريمة. لكنه يجهل أنّ الزمن تغيّر، وأنّ قناع “الملالي” سقط، وأنّ اللبنانيين باتوا يفرّقون بين مقاومة تحمي الوطن ومقاومة تبتزّه.
الحقيقة أن فضل الله لا يخاف من الانتخابات، بل من الحقيقة التي ستحملها صناديقها. فكل صوت حرّ، هو رصاصة في نعش المنظومة التي نهبت البلاد وساقت أبناءها إلى الهجرة والفقر. وكل مغترب يصوّت للبنان الحرّ هو صفعة على وجه المشروع الإيراني الذي صادر الدولة باسم “الممانعة”.
لقد انتهى زمن التهديد، وبدأ زمن المحاسبة. والانتخابات المقبلة لن تكون انقلابًا على أحد، بل استعادة لوطنٍ اختُطف طويلًا باسم الشعارات، وأُهين باسم “المقاومة”، وسُرق باسم “التحرير”.
وفي الختام، نصيحة للبنانيين، لا تُرهقوا أنفسكم بالاستماع إلى هذا “التلوث السمعي”. احموا أرواحكم الوطنية من ضجيج الأكاذيب، وامنحوا أصواتكم لمن يستحق لبنان، لا لمن يبيع الوطن في أسواق المزايدات الإقليمية.