ابن #الجنوب و #البقاع بين شاقوف العودة إلى الأمان أو دعم النصر الزائف
بقلم بسام سنو – خاص بوابة بيروت
@sinno_bassam

كاتب وخبير في الشؤون الدولية
يا ابناء الجنوب والبقاع الصامد، إلى متى سيبقى الحزب يتحكم بمصيركم تحت شعارات رنّانة لم تجلب لنا ولكم سوى الهلاك والانهيار؟
إلى متى سيبقى قرار السلم والحرب مرهوناً بإرادة دولٍ أخرى، وبمشروع “ولاية الفقيه” الذي لم يرَ فينا إلا مشروع شهداء، فيما همه الحقيقي المساومة على طاولة المفاوضات بشأن سلاحه النووي، على حساب أبناء الجنوب والبقاع، عبر حليفه الحزبي الذي دمر الأمل فينا وهجّر شبابنا وأفقر أرضنا؟
لقد أصبحنا اليوم أسرى عناد حزبٍ يقرر مصيرنا بالنيابة عن كل جنوبي وبقاعي ، حزبٍ صادر قرارنا الوطني، وساق أبناءنا إلى حروبٍ لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بينما البلاد تغرق في أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، والجنوب الذي حمل لواء العزّ يوماً صار يعاني الفقر والهجرة واليأس.
أليس الأجدر بنا أن نعيد للدولة حقها في حصرية السلاح، وأن نختار نواباً يمثلوننا بمشروعٍ وطني حقيقي هدفه إعادة بناء الوطن لا المتاجرة بدماء الناس وشعارات الصمود والممانعة؟
ماذا ننتظر من نوابٍ فشلوا في تأمين أبسط مقومات الحياة، وما زالوا يبيعوننا الوهم تلو الوهم؟ من يرفع صوته مطالباً بالكرامة يُتهم بالخيانة، ومن يطالب بوطنٍ حرّ يُتهم ببيع القضية.
فأيّ قضيةٍ هذه إذا كان الوطن نفسه خارج حساباتهم؟
لقد تحوّلت الشهادة في قاموسهم إلى واجبٍ مفروض على كل جنوبي، دون ضمانةٍ ولا كرامةٍ لمن بقي حياً.
أما النصر فصار وهماً يلوّحون به لتبرير فشلهم في كل ميدانٍ سياسي واقتصادي.
إن الجنوب، يا إخوتي، لم يعد يحتمل المزيد من الدماء ولا من الشعارات.
فهذا السلاح الذي قالوا يوماً إنه يحمي الوطن، أصبح عبئاً على كل بيتٍ وضيعةٍ ومزارعٍ يعتز بشجرة زيتونٍ أو خروبةٍ أو حقل برتقالٍ أو أفوكادو لم يعد يجد من رزقها قوت يومه.
اليوم، مسؤوليتنا أن نتحد جميعاً لدعم أشخاصٍ يمثلون الفكر الحرّ المستقلّ، غير التابع لمصالح الخارج، نوابٍ يؤمنون بوحدة الجيش وبناء الوطن، لا بتقسيمه بين محاور ومشاريع.
فرصتكم اليوم، يا أبناء الجنوب، أن تقولوا كلمتكم عبر صناديق الاقتراع، انتخبوا من يعارض نهج الممانعة، من يواجه فكر التخوين، من يريد وطناً لجميع أبنائه.
فهل من يسمع؟
هل من يجرؤ على قول “كفى”؟
كفى استغلالاً لصبر الجنوب وكرامته،
وكفى استنزافاً لوطنٍ يستحق أن يُبنى لا أن يُباع.