إيران نحو التطبيع مع “إسرائيل”

خاص بوابة بيروت

يبدو أن إيران اليوم تمرّ بمرحلة مفصلية في تاريخها السياسي والاجتماعي. فبعد عقود من العداء المعلن لإسرائيل ورفع شعارات المقاومة، تجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في سياساتها الخارجية بعدما أصبحت معزولة عن محيطها الإقليمي والدولي.

الشعب الإيراني بدأ فعلاً يتغيّر وينفتح على العالم من جديد. فجيل الشباب الذي سئم القمع والقيود الدينية الصارمة بات يطالب بالحرية والانفتاح، ويرى أن نظام “ولاية الفقيه” أوصله إلى الخراب والعزلة والجهل. ومع فشل الحكومة في تحقيق الأهداف التي وعدت بها، لم تجد طهران بُداً من مراجعة مواقفها، حتى وصل الأمر إلى تخوين النظام السوري السابق وإلقاء اللوم على الشعب السوري الذي “لم يصن الجميل”، كما تقول أصوات داخلية هناك.

اليوم، الإيرانيون ينظرون إلى المنطقة بعين مختلفة. يرون المرأة السعودية وقد تحررت من قيود الماضي، فيما لا تزال المرأة الإيرانية تُعاني من القيود المفروضة عليها باسم الدين. ويتذكر كثيرون بفخر أيام الشاه، حين كانت المرأة أكثر حرية وانفتاحاً، والمجتمع أكثر ازدهاراً وبحبوحة.

الشعب الإيراني مثقف بطبيعته، وهو لا يريد أن يُنظر إليه على أنه شعب متخلف أو منغلق. ومن هذا المنطلق، بدأ يطالب بتغيير الواقع والانفتاح على الغرب، حتى لو تطلّب الأمر تغييراً جذرياً في التوجّه السياسي.

من هنا، لا يبدو مستبعداً أن تشهد المرحلة المقبلة تحوّلاً تدريجياً في سياسة طهران تجاه إسرائيل، وربما خطوات أولى نحو التطبيع الذي كان حتى وقت قريب من المحرّمات السياسية. فإيران اليوم تبحث عن مفتاح الحل لأزماتها الاقتصادية الخانقة، وتدرك أن الحروب لم تعد تجلب سوى الدمار، خاصة في ظل التفوق العسكري الغربي بقيادة الولايات المتحدة.

قد تكون فرنسا “التي كانت يوماً ما عرّابة الثورة الخمينية” هي نفسها التي ستقود اليوم عملية إنقاذ جديدة، ولكن هذه المرة لإنقاذ النظام من السقوط عبر اتفاق سياسي يعيد إيران إلى المجتمع الدولي.

الأيام القادمة ستكون حاسمة، وربما نشهد فيها تغييرات كبيرة، من بينها تقديم أوراق سياسية “قربانية” كحزب لبنان وبعض الأذرع التي طالما دعمتها طهران، في سبيل الوصول إلى صفقة كبرى تضمن بقاء الحكم وتفتح أبواب الاقتصاد.

فهل من يسمع ويرى في لبنان؟

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com