رصد بوابة بيروت
في ظلّ التراجع المتسارع في الخدمات العامة بمدينة صيدا وازدياد الشكاوى من غياب الرؤية التنموية والمحاسبة الفعلية داخل المجلس البلدي، برزت مبادرة مدنية جديدة تسعى إلى إعادة الاعتبار للعمل المحلي وإشراك المواطنين في إدارة شؤونهم اليومية. وفي هذا السياق، أعلنت مجموعة من أبناء المدينة والمقيمين فيها عن تأسيس “المنبر البلدي لمدينة صيدا”، كإطار مدني مستقل يهدف إلى تعزيز المشاركة الشعبية والمساءلة وإطلاق رؤية إصلاحية شاملة للمدينة.
وأشارت المجموعة في بيانها التأسيسي إلى أنّ الواقع البلدي في صيدا يشهد “تراجعًا واضحًا في الخدمات، غيابًا لمشاريع التنمية الفاعلة، وتحوّل الشفافية إلى شعارات بدل أن تكون ممارسة مُلزِمة”، معتبرةً أن التشاركية استُخدمت في السنوات الأخيرة “كأداة دعائية لا كحق للمواطنين في المشاركة وصنع القرار”.
وأكد البيان أنّ تأسيس المنبر يأتي استجابةً لحاجة ملحّة لاستعادة صيدا دورها الطبيعي “كمدينة حيّة، عادلة، ومزدهرة، يتمتع سكانها بحقوق المواطنة الأساسية ويشاركون فعليًا في إدارة شؤونهم المحلية”.
أهداف المنبر كما وردت في البيان:
- إعادة الاعتبار للعمل البلدي كوسيلة للتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
- مراقبة أداء المؤسسات البلدية ومساءلتها.
- تطوير رؤية شاملة ومستدامة لمدينة صيدا.
- الدفاع عن الحق في المدينة والفضاء العام.
- بناء شبكات تضامن بين أهالي الأحياء والمقيمين فيها.
- تعزيز المشاركة المجتمعية في القرارات والسياسات البلدية.
- وضع برامج ومقترحات لتحسين الخدمات العامة.
- حماية حق السكان في السكن والنقل والصحة والبيئة والمساحات العامة.
- توحيد جهود المبادرات والمجموعات الناشطة في الشأن البلدي.
وأكد المنبر في بيانه أنّه مساحة مفتوحة لكل من يؤمن بأن التغيير يبدأ من الناس ومن الأحياء التي تنبض بالحياة والكرامة، مشددًا على أنّ صيدا تستحق إدارة بلدية عادلة وشفافة وخاضعة للمحاسبة، وأن تحقيق ذلك لن يكون ممكنًا من دون شراكة حقيقية مع سكانها.
ولفت البيان إلى أنّ هذا الإطار الجديد جاء نتيجة “تراكم الأزمات التي عصفت بمدينة صيدا، من تدهور البنى التحتية وإهمال الفضاء العام إلى تفشّي المحسوبيات”، ما يستدعي تحمّل المواطنين مسؤوليتهم في حماية مدينتهم والدفاع عن حقوقهم عبر آليات ديمقراطية وشفافة.
وختم المنبر مؤكّدًا أنّه مستقل بالكامل ولا يتبع لأي جهة حزبية أو سياسية، داعيًا المواطنين والفاعلين المدنيين والجمعيات في صيدا والمناطق المحيطة إلى الانضمام والمساهمة في بناء قوة مدنية “تضع صيدا وأهلها في صلب أولوياتها”.