خارطة طريق إلى جمهورية ديمقراطية مزدهرة وغير نووية في #إيران
@IranAlhurra
اختُتم في العاصمة الأميركية واشنطن مؤتمر «إيران الحرّة 2025»، في حدثٍ وُصف بأنّه الأوسع من نوعه خلال العام الجاري، مع مشاركة أكثر من ألف أكاديمي وناشط ومهني وشخصيات عامة من مختلف الولايات الأميركية، إضافةً إلى ضحايا القمع وشهودٍ قدّموا شهادات مباشرة عن احتجاجات السنوات الأخيرة.
وجاء انعقاد المؤتمر في لحظة تتقاطع فيها الأزمات الداخلية مع العزلة الخارجية للنظام الإيراني، ليطرح مقاربة شاملة حول آفاق الانتقال إلى جمهورية ديمقراطية علمانية وغير نووية، وشروط إنهاء الحكم الثيوقراطي وبناء دولة حديثة.
وفي الكلمة الافتتاحية، أعلنت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أنّ النظام وصل إلى “مرحلة أفول واضحة”، مع تراجع قاعدته الاجتماعية وفشله في إدارة أزماته. واعتبرت أنّ الاحتقان الشعبي المتصاعد “من احتجاجات العمّال والمعلّمين والممرّضين والمتقاعدين وصولاً إلى الانفجارات الاجتماعية المتكرّرة” يعكس اقتراب لحظة التغيير. وأكدت أنّ سياسة الاسترضاء الدولية عطّلت مسار التحوّل الديمقراطي لسنوات، مجدّدةً طرح رؤيتها لما تسميه «الخيار الثالث»، أي إسقاط النظام بيد الشعب ومقاومته المنظمة.
وحدّدت رجوي ملامح إيران المستقبل، جمهورية بانتخابات حرّة، فصل صارم بين الدين والدولة، مشاركة قيادة متكافئة للمرأة، واحترام حقوق القوميات، مع مرحلة انتقالية تديرها حكومة مؤقتة لستة أشهر تُكلّف بالتحضير لانتخابات مجلس تأسيسي، وبإطلاق برامج تنمية ديمقراطية واجتماعية بديلة للإنفاق النووي.
جلسات الخبراء، قراءة شاملة لأسباب التغيير وضرورته
ضمّ المؤتمر خمس جلسات متخصّصة عالجت مسار التحوّل من زوايا اقتصادية–اجتماعية وسياسية:
1- مجتمع ناضج للتغيير: عرض خبراء دلائل على تصدّع اقتصادي–اجتماعي بنيوي يجعل الاقتصاد أداة تمويل وقمع، لا مجرّد ضحية للعقوبات. واستُعيدت ثلاث موجات احتجاجية كبرى (2017، 2019، 2022) صاغت حالة تمرّدٍ مستدامة ومقاطعات واسعة للانتخابات.
2- المرأة وإرث المقاومة: ركّزت المداخلات على أنّ صعود قيادة المرأة هو ثمرة قرنٍ من النضال ضد الاستبداد الملكي والديني، مؤكدةً ثوابت “لا للحجاب القسري، لا للدين القسري، لا للحكم القسري”.
3- قوة الشباب: قدّمت الجلسة قراءة لجيل «زد» باعتباره محرّك التغيير الرئيسي بعد كسر حاجز الخوف، مع إبراز دور «وحدات المقاومة» ونظرة الشباب نحو تغيير جذري يطيح مسار “الإصلاح من الداخل” الذي بات مغلقًا.
4- قلب إيران في تمرّد: نقلت شهادات سجناء سياسيين ومواد حصرية من داخل البلاد كلفة القمع وصلابة المجتمع، ما عزّز سردية الشرعية الشعبية للتغيير.
5- آفاق التغيير وخطة الانتقال: عُرض مسار يقوم على انتفاضات واسعة مدعومة بتنظيم محكم، مع التأكيد على واقعية الانتقال القصير، واستقلال القضاء، وتفكيك أجهزة القمع، وتمكين المرأة والشباب.
مواقف دولية داعمة ومسارٌ بديل
شارك مسؤولون أميركيون وبريطانيون رأوا أنّ النظام يعيش حالة ضعفٍ وعزلة ويفتقر إلى الشرعية، معتبرين سقوطه نتيجة حتمية تدفعها مقاومة الداخل. ورفض المتحدثون سردية “غياب البديل”، مشددين على دعم انتقال ديمقراطي لا ثيوقراطي ولا عودة إلى حكم الشاه، والدعوة إلى تشديد الإجراءات الكابحة لتمويل الأجهزة القمعية ووقف نهج الاسترضاء.
كما أُبرزت المعارضة المنظمة بوصفها بديلاً جاهزاً يمتلك رؤية مؤسساتية وبرنامج انتقال قصير المدى، مع دور محوري للنساء والجامعات والشباب.
البعد العلمي وإمكانات إعادة البناء
تضمّن المؤتمر حوارين مع علماء إيرانيين ناقشا كيفية توظيف القدرات العلمية المكبوتة لإعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد، وطرحت رؤية أكاديمية أكدت أنّ “خيار الشعب” يتجه نحو جمهورية ديمقراطية علمانية بعيدة عن الثيوقراطية وعن أنماط الحكم السابقة.
خلاصات المؤتمر
خلص المشاركون إلى أنّ طريق الاستقرار الإقليمي يمرّ عبر تغيير ديمقراطي في إيران تقوده إرادة الشعب وتنظّمه معارضة منظمة. وحدّدوا أولويات المرحلة الانتقالية بـ:
- حكومة مؤقتة قصيرة
- انتخابات حرّة
- فصل حقيقي للدين عن الدولة
- مساواة المرأة
- استقلال القضاء
- اقتصاد منتج وغير نووي
وختم المؤتمر برسالة جامعة تؤكد أنّ إنهاء الثيوقراطية وفتح أفق الجمهورية الديمقراطية يشكّل المسار الواقعي لإيران آمنة مزدهرة، تنعكس آثارها الإيجابية على المنطقة بأسرها.