@AliKhalife5
في سياق تصاعد النقاش حول معايير التمثيل النيابي وواقع الهيمنة السياسية في بعض الدوائر الانتخابية، برزت مواقف جديدة تكشف جانباً من الخلل البنيوي الذي يعتري الحياة الديمقراطية في لبنان.
ويأتي هذا النقاش في لحظة حسّاسة تتزايد فيها المطالبات بإعادة الاعتبار للدولة كمرجعية وحيدة في إدارة الانتخابات وضمان نزاهتها، مقابل اعتراضات متنامية على ممارسات الثنائي الشيعي التي تقيّد خيارات الناخبين وتمنع نشوء حياة سياسية طبيعية. وقد كشف الدكتور علي خليفة، في حديث إلى إذاعة “صوت لبنان”، سلسلة ملاحظات اعتبر أنها تعبّر عن جوهر الأزمة السياسية في الجنوب وجبيل، مشيراً إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي يفرض النائب الكاثوليكي في الجنوب، بينما لا تبادر الأحزاب السيادية إلى فرض نائب شيعي مستقل في جبيل من خارج لوائح الثنائي. ورأى أنّ هذا التفاوت في المقاربة يعكس خللاً في آليات المواجهة السياسية وفي كيفية إدارة المعركة الانتخابية.
وأشار خليفة إلى أنّ شيعة جبيل لا مصلحة لهم في مشروع “حزب الله” الذي يعزلهم عن محيطهم الطبيعي المتنوّع، معتبراً أنّ استمرار هذا النهج يضرّ بالنسيج الاجتماعي للمنطقة ويقوّض الشراكة الوطنية التي تتميّز بها جبيل.
وشدّد على أنّ حصرية السلاح بيد الدولة تشكّل شرطاً أساسياً لإتمام الاستحقاق النيابي بنزاهة وشفافية، مؤكداً أنّ أي انتخابات تجري تحت ظل السلاح غير الشرعي تفقد الكثير من صدقيّتها وتهدّد مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.
وتطرّق خليفة إلى ملف التربية، كاشفاً أنّ أبناء نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم يتاجرون بتكنولوجيا التربية والمعلومات، في حين تستغل مدارس “حزب الله” حرية التعليم في لبنان لتوسيع نفوذها. واعتبر أنّ هذا السلوك يخلق منافسة غير عادلة ويهدّد القطاع التربوي الذي يعاني أصلاً من أزمات بنيوية خطيرة.