طرقات #الموت في #لبنان… أين سلامة المواطن؟

بقلم بسام سنو – خاص بوابة بيروت
@sinno_bassam

في كل يوم نصحو على خبر مأساوي جديد. قتيل هنا، جريح هناك، سيارة محطّمة، عائلة مفجوعة… طرقات لبنان لم تعد مجرد طرقات؛ أصبحت مصائد موت، شِراكاً قاتلة تحصد أرواح الأبرياء واحداً تلو الآخر. أين سلامة المواطن؟ أين الأمن المروري؟ ومن يراقب هذا الانهيار المروّع؟

الحوادث لا تنتهي… والانخسافات مستمرة

من خلدة بالأمس إلى مار الياس اليوم، تتكرر المأساة نفسها: طرقات محفّرة، انهيارات فجائية، بنى تحتية متصدّعة، وكل ذلك بسبب غشّ المتعهّدين وغياب الرقابة الفعلية.

والسؤال: أين دور البلديات؟ من يراقب؟ من يحاسب؟

نسمع الكثير من الوعود… لكننا لا نرى إلا مزيداً من الأرواح التي تُزهق.

ظهر البيدر، البقاع، والأوتوسترادات… مقابر مفتوحة

لا يكاد يمرّ أسبوع من دون حادث قاتل على طرقات ظهر البيدر، أو في البقاع، أو على الأوتوسترادات التي تُفترض أن تكون الأكثر أماناً.

لكنها تحوّلت إلى ممرّات موت بسبب سوء الصيانة، غياب الإنارة، الحفر، الشاحنات المسرعة… وفوق كل ذلك فوضى مرورية بلا حسيب ولا رقيب.

سرقات وخطف ونهب… وطريق المطار نموذج واضح

نهاراً حوادث قاتلة، وليلاً عمليات سرقة ونهب على طريق المطار وفي محيطه.
فكيف يمكن لمواطن أن يشعر بالأمان في بلدٍ يخاف فيه على حياته من الإسفلت ومن اللصوص في آن واحد؟

والشتاء لم يأتِ بعد… فكيف سيكون الحال حين تختلط الحفر بالسيول؟!

لا التزام بمعايير السلامة… ولا جدّية في الرقابة

جمعيات السلامة المرورية، ومنها اليازا وغيرها، تصرخ يومياً محذّرة من ارتفاع مستوى الخطر.

ولكن:
الشركات لا تراعي شروط النقل الآمن
المدارس لا تلزم السائقين بقواعد سلامة الأطفال
البلديات تتغاضى عن مخالفات المتعهدين
والرقابة… غائبة، صامتة، مشلولة
وزارة الداخلية… أين أنتم؟

ملف السلامة المرورية يُفترض أن يكون أولوية وطنية، لكنه للأسف آخر ما يُناقش في بلدٍ اعتاد دفن الحقائق كما يدفن ضحاياه.

الموت على الطرقات أصبح هاجس كل من يغادر منزله يومياً.

لم يعد الموت قدراً… أصبح إهمالاً موصوفاً.

الموت يخطف الجميع… فهل من يسمع؟

الطرقات تخطف:
الأب، الشاب، الصبية، الطفل، الشيخ، لا تفرّق بين أحد.

مأساة وطنية صامتة، لا تلقى إلا بياناتٍ خجولة بعد كل حادث، ثم نعود ونكمل الطريق… وكأن شيئاً لم يكن.

صرخة أخيرة

نحن لا نطلب المستحيل.
نريد طرقات آمنة. نريد رقابة حقيقية. نريد محاسبة فعلية.
نريد أن نخرج من منازلنا ونعود إليها… أحياء.
فهل من يسمع؟
أم سنبقى نعدّ ضحايا… وننتظر دورنا؟

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com