منظومة #السلاح و #الفساد : حين تتحوّل #الانتخابات إلى ورشة ترهيب

بقلم ميراز الجندي – خاص بوابة بيروت

بينما يُفترض أن تكون الانتخابات محطة ديمقراطية تعبّر فيها الشعوب عن خياراتها بحرية وشفافية، يعيش لبنان اليوم نسخة مشوّهة من هذا الاستحقاق، تتحكم بها منظومة مزدوجة: السلاح غير الشرعي والفساد المقنن.

إن التحدي الحقيقي ليس فقط في المنافسة بين برامج انتخابية او مشروعين، بل في قدرة المرشحين والمواطنين على ممارسة حقوقهم في بيئة آمنة وعادلة، وهو ما تغتاله المنظومة المتحكمة بالمشهد السياسي. فكيف لمواطن أن ينتخب بحرية، فيما السلاح يُشهر، والمال يُغدق، والتهديدات تُدار بصيغ ناعمة أو مباشرة؟

منذ سنوات، نعيش في ظل سياسة “الترهيب والترغيب”، حيث يتحرك الشارع تحت تأثير الميليشيا أو الإغراء، لا القناعة. واللافت أن وزارات الدولة نفسها، من الداخلية إلى الدفاع والأشغال والصحة…، تُستعمل كأدوات انتخابية. رخص السلاح تُمدد، التراخيص تُمنح انتخابيًا، والوعود “الإنمائية” تُستعمل كرشاوى مقنعة، كل ذلك بعلم من يفترض أنهم مؤتمنون على الدولة.

كيف يمكن خوض انتخابات “نزيهة” في ظل مشهد كهذا؟
– ميليشيات تسرح وتمرح، دون حسيب أو رقيب.
– وزارات تُستخدم للترضية الانتخابية لا لخدمة المواطنين.
– مرشحون مدعومون من شبكات فساد عابرة للمناطق والطوائف ، تتحكم بالزفت والمياه والكهرباء وحتى بحبة الدواء..
– ولم نتحدث عن شبكات تبيض الأموال والغسيل الانتخابي وشراء الذمم بغلاف تنمية وانماء .

وناخبون محبطون، يائسون، يذهبون إلى الصندوق لا قناعة، بل قسرًا أو تحت الحاجة.

كل ذلك يجري، فيما تُغيب الدولة الحقيقية، ويُستحضر “شبح الدولة البديلة”؛ تلك التي تمزج المال بالسلاح، والتشبيح بالتنمية، وتُجري الانتخابات لا لتجديد الحياة السياسية، بل لتكريس السيطرة وتوزيع الحصص.

نحن أمام منظومة تريد استخدام الصندوق لتثبيت السلاح، واستعمال الديمقراطية لتقويض الدولة. وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلًا.

نقولها بصوت عالٍ: هذه ليست ديمقراطية، بل صفقة على حساب الناس

والمواجهة بدأت، من أجل كسر حلقة الترهيب والفساد، واستعادة الدولة وسنستعيدها الدولة عبر استرداد السلطة وسف نواجههم.”كلن يعني كلن” لبناء الدولة وتعزيز مفهوم الدولة العادلة ولبنان الرسالة..

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com