رصد بوابة بيروت
في ظل تفاقم الأزمات الخدماتية والإدارية التي ترهق العاصمة وسكانها، برز موقف جديد للمنبر البلدي لمدينة بيروت يرفع سقف المطالبة بمحاسبة شفافة ويضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم. وجاء البيان الأخير ليعيد فتح ملف الدائرة المالية في بلدية بيروت، في وقت تتصاعد فيه أصوات المواطنين احتجاجًا على الفوضى العمرانية والتدهور الخدمي الذي يضرب مختلف الأحياء.
وقد أعلن المنبر البلدي لمدينة بيروت، في إطار الحوار التعددي الذي يتابعه منذ أشهر، متابعته الدقيقة لملف الدائرة المالية في البلدية وآلية التصرف بأموال المكلفين من دون أي مسوغ قانوني. ودعا المنبر إلى التوسّع في التحقيقات وفتح جميع الملفات الإدارية والفنية بما يضمن الوصول إلى حقيقة ما يجري وخدمة المصلحة العامة بعيدًا عن أي اعتبارات ضيقة.
وأكد المنبر أن أي معالجة للملفات المالية والإدارية يجب أن تستند حصراً إلى القانون والشفافية والمهنية، معتبرًا أن إدخال المقاربات الطائفية أو الفئوية على هذا النوع من الملفات يسيء إلى انتظام العمل البلدي ويقوّض ثقة المواطنين بمؤسساتهم.
ولفت البيان إلى أنّ بيروت وأهلها يرزحون تحت أعباء يومية لم تعد مقبولة، معدّدًا أبرزها:
1. تفكك وتدهور شبكات الطرقات في مختلف أحياء العاصمة، وتحول الشوارع إلى مساحات محفّرة تزيد من مخاطر الحوادث مع بداية فصل الشتاء.
2. العوائق الحديدية الموضوعة عشوائياً، والتي تتسبب بزحمة خانقة وتمسّ السلامة العامة من دون أي مبرر إداري أو تخطيطي واضح.
3. غياب خطة صيانة طارئة كان يفترض أن تُطلق قبل موسم الأمطار لتخفيف الضرر عن المواطنين.
وعليه، طرح المنبر البلدي سلسلة مطالب أساسية:
1. إبعاد الملفات الإدارية والمالية عن التجاذبات السياسية والطائفية واعتماد معايير موضوعية وموحدة في كل تحقيق أو إجراء.
2. إطلاق خطة فورية لصيانة الطرقات ومعالجة الحفر قبل تفاقمها مع اشتداد موسم الأمطار.
3. إزالة العوائق الحديدية المخالِفة وتنظيم استخدامها ضمن أسس واضحة وشفافة تراعي السلامة العامة.
4. تعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة داخل البلدية بما يحفظ حقوق المواطنين وكرامة الموظفين ويعيد انتظام العمل المؤسسي.
وختم المنبر البلدي بيانه بالتشديد على أنّ المسؤولية اليوم مشتركة وتتطلب إرادة حقيقية في الإصلاح، داعيًا كل المعنيين إلى الارتفاع لمستوى التحديات، لأن بيروت تستحق إدارة فاعلة، عادلة، ونزيهة، تحفظ كرامة أهلها وتعيد إلى مدينتهم صورتها الحضارية.