بقلم يعرب صخر – عميد ركن متقاعد
@sakher_yaarob
تأبى دولتي في كل مناسبة وطنية، والآن في عيد الاستقلال، وللمرة الثالثة، وبدل أن تبارك لي وتفرحني… إلا أن تحاربني بلقمة عيشي وتعايدني بحرماني من الطبابة والاستشفاء وتقطع عني حقوقي في التقديمات الإجتماعية والإعانات والمساعدات وقسائم المحروقات، وتمنعني من الاقتراب من الثكنات والمواقع العسكرية.
وهذه التدابير، لمن يقرأها، لا تنطبق إلا على من صدر بحقه حكم قضائي اتهمه بالخيانة والعمالة، وتأتي هذه التدابير مكملات للحكم.
يا ليتني أعرف تهمتي، ويا ليتهم وجهوا لي التهمة وحددوها لي وواجهوني بالقضاء؛ لكنهم فاجأوني بها معايدة” مهينة دون تهمة ودون سابق إنذار.
كل ذلك، لأنني مثل الكثيرين غيري والسياديين مثلي والوطنيين الغيورين الحريصين على وطننا، أصوب على الأخطاء الصبيانية للسلطة التي تودي بنا إلى الكوارث، وأنتقدها في أدائها الخفيف الذي يعرضنا للنوائب والمصائب، وأشكو من عللها الكثيرة ومفاسدها الجمة، واستسلامها للمافيات والميليشيات يركبونها ويسيرونها كيفما شاؤوا… كل ذلك من غيرتي أن تكون لنا دولة يتبوأها رجال دولة ويديرها أصحاب الكفاءة ويتولى أمرها العظماء والشجعان، من ينذرون أنفسهم فداء أوطانهم.
لكن يا حسرتنا، ما نرى في دولتنا غير مراهقين غير أكفاء، يديرهم خبثاء، ويحيط بهم أغبياء بلهاء، ولقطاء ينفذون وساوس أهل الشقاء وأحقاد كل هؤلاء الحقراء، على النجباء والشرفاء.
حلت علينا لعنة سلطت علينا المحتل الإيراني وأداته حزب إيران في لبنان.. والمحتل لا يسعفه في الحكم سوى زمرة ينفذون له أغراضه ومراميه.
وكل ذلك يدل أننا لا زلنا تحت الاحتلال. لكن هذه المرة، الاحتلال الإيراني استجلب الاحتلال الإسرائيلي. وكنا في هُمّ كيف نزيل احتلالا”، وبتنا بمحتل أضاف محتلا” وصرنا تحت احتلالين…
فعلا” نحن في زمن “يُؤتمن فيه الخائن، ويُخوَّن فيه الأمين”.
لعنة الله على هذا الزمن التعيس، الذي فيه علا الرخيص، وساد الأحمق، وعز الخسيس.
هل عرفتم الآن أين وكيف ومن… يبخ السم؟