بقلم عماد موسى
في عيد الأم تطلع أغنية “يا ست الحبايب” من نافوخنا. في عيد الاستقلال يُستحضر أبو الطيّب المتنبي من خلال قصيدة ألقاها لمناسبة عيد الأضحى إثر مغادرته حلب وسيف الدولة وتوجهه إلى مصر حيث نزل ضيفًا منكسرًا على كافور الإخشيدي، وبالتحديد من خلال الشطر هذا “عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ” أما العجز “بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟” فلا أهمية له في شهادات اللبنانيين يوم 22 تشرين الثاني؛ يوم الاستفاضات الإنشائية. كرهتُ “عيدٌ بأية حال…” بقدر ما أحببت المشهد المطبوع في ذاكرتي: عنزة تتقدم العرض العسكري في خيلاء لا مثيل له.
كل سنة اجترار شعارات وسرديات وتلاوات لرسائل من كبار المهنئين اللافت منها رسالة مسعود بزشكيان الرئيس المدني لجمهورية الملالي وفيها “إن السياسة الثابتة لإيران تقوم على دعم استقرار لبنان وازدهاره وتعزيز التعايش الكريم بين جميع الأديان والطوائف تحت راية لبنان”.
ليت الرئيس الإيراني أضاء على السياسة المتحركة لإيران. الثابتة قوّضت استقرار البلد مسيو لو بريزيدان، كما عززت الانقسام الداخلي وعمّقت الخصومة بين طائفة كبرى و15 طائفة من كل القياسات.
وأعرب بزكشيان برسالته إلى رئيس الجمهورية اللبنانية المفعمة بالعواطف والتوابل “عن معارضته أيَّ أعمال من شأنها إزالة التوتر ولا سيما الاعتداءات التي يشنها الكيان الصهيوني على أراضي بلدكم”.
لو عارض بزشكيان حرب الإسناد كنا رفعنا له تمثالًا نصفيًا في ساحة انطلياس ولما شهدنا توترات واغتيالات لمسؤولين لبنانيين وإيرانيين من الأشقاء في الحرس الثوري راعي الاستقرار في المنطقة.
“مش منيحة” من مسعود تجاهل دور بلاده في جرّ لبنان إلى حروب وصراعات كان بغنى عنها، وادعاء الغيرة على مصلحة لبنان و”مش منيحة” من وزير خارجيته عباس عراقجي استغباء عقول اللبنانيين مرة جديدة بقوله إن “إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان” كأنما تسليح “حزب الله” وتدريب مقاتليه وتمويله وخوض البحر مع سيده وتولي قيادة أركانه شأن محض إيراني ولا علاقة لحكومة لبنان به. وكأنما حدَثَ مقتل مستشار الحرس الثوري في لبنان، العمید عباس نيلفوروشان في 27 أيلول 2024 فيما كان يقوم برحلة سياحية في معالم لبنان التاريخية.
وهل كان البيجر لينفجر في وجه سعادة السفير مجتبى أماني لو لم يحشر أنفه في ما لا يعنيه؟
وهل كان وزير خارجية لبنان يوسف رجي ليدعو نظيره الإيراني عباس عراقجي للتفاوض في بلد ثالث لو أن الأمور بين البلدين سمنة وعسل؟
مش منيحة من عباس ولا منيحة من مسعود.