“الحزب” يتخبّط بانتظار كلمة السر… مصير #لبنان بيد #طهران

بقلم لارا يزبك

خلّفت الضربة القوية التي تلقاها “حزبُ الله” الأحد، باغتيال إسرائيل أرفعَ قياداته العسكرية هيثم الطبطبائي، إرباكًا وضياعًا في صفوف “الحزب”، ظَهَرا بوضوح في مواقف مسؤوليه.

سببُ هذا التخبّط، غيابُ القيادة الفعلية. فمنذ اغتيال أمينه العام السابق حسن نصرالله، انتقلت قيادة “حزب الله” الحقيقية إلى طهران فيما الشيخ نعيم قاسم مجرّد واجهة لا أكثر، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ “نداء الوطن”.

انقسام وتخبّط

من هنا، وفي انتظار استفاقة إيران من صفعة تصفية الطبطبائي وإرسالِها إلى الضاحية، كلمةَ السرّ حول كيفية الرد أو عدم الرد على مقتل الرجل الثاني في “الحزب”، الأخيرُ يتخبّط ويقول الشيءَ ونقيضه. عضو المجلس السياسي فيه محمود قماطي مثلًا، يعلن أن “الحزب” سيحدد توجهاتِه بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، فيما يعتبر مَن يدورون في فلك “الحزب” مِن إعلاميين وروحيين، كنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب مثلًا، أن لا وجود للدولة “نحن نريد دولةً، وأن تخفف عما نقوم به بديلًا عنها. نحن بديل عنها لأنها ليست موجودة، نحن نريدها أن تكون موجودة”.

هذا الانقسام “الخطابي”، ينسحب أيضًا على الخيارات العسكرية، إذ تتجاذب “الحزبَ” وجهتا نظر: الأولى، تطالب بالرد والانتقام للطبطبائي لحفظ ماء الوجه أمام “البيئة”. فيما الثانية أكثرُ واقعية وتفضل الامتناع، تجنبا لحرب جديدة “الحزبُ” غيرُ جاهز لها.

تمرّد على الدولة

“هذا الصراع ستحسمه إيران قريبًا، أي أن مصيرنا بين يديها”، تتابع المصادر. والأخطر في خطاب “الحزب” بعد الاغتيال، أنه حَمَل تصعيدًا في وجه الدولة اللبنانية وخياراتها، وردًّا مباشرًا على مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في ذكرى الاستقلال. فبيما جدّد الأخير اقتراحَه التفاوض، طارحًا لهذه الغاية، مبادرةً من 5 نقاط، رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش أن “من واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل وحماية مواطنيها وسيادتها ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية التي تعني الاستسلام”، إلا أنه أشار في الوقت نفسه، إلى أن “الحزب” “لن يكون معنيًا بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والتزام إسرائيل بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار”.

يؤكد هذا الكلام أن “الحزب” لا يزال يتمرّد على الدولة، أكان في ملف التفاوض، أو في ملف تسليم السلاح، وإذا ما أضفناه إلى اعتبار الممانعين أن لا وجود للدولة، فإنه يشكّل خلطة قاتلة للبنان ودعوةً لإسرائيل للمضي قدمًا في الحرب التي تعدّ لها.

بين بعبدا والضاحية

لمحاولة تفادي الأسوأ، تكشف المصادر أن أركان الحكم، وخاصة رئيس الجمهورية، باشر سلسلة اتصالات مع الضاحية، لمنعها من التهوّر وسلوكِ طرقاتٍ مدمّرة. لكن في رأي القصر، الباب الأفضل أن يُطرَق، موجودٌ في الواقع في إيران. وهذا ما طالب ويطالب به العماد عون، الوسطاءَ الذين يزورونه، مِن القاهرة أو الرياض أو باريس… ففي طهران، الحلُ والربط.

والحال، أنه طالما لم ينزع “لبنانُ الرسمي” السلاحَ غير الشرعي الإيرانيّ الهويّة الموجود في لبنان، فإنه سيُبقي رقابَ مواطنيه تحت رحمة الجمهورية الإسلامية التي تقامر بهم وبـ “الحزب” لتعزيز موقعها التفاوضي مع واشنطن، تختم المصادر.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com