بقلم ماهر أبو شقرا – سياسي وكاتب لبناني
إنّ ما يصرّ على ترديده توم برّاك، وما تروّجه بعض الأبواق السورية، ويلاقيهم به بعض الأغبياء في الداخل اللبناني من الفاقدين للكرامة الوطنية، حول ضمّ لبنان أو أجزاء منه إلى الدولة السوريّة، أو وضع لبنان تحت أمرة دمشق، أو دمج لبنان بسوريا هو محض هراء.
وفي حقيقة الأمر، إنّ أجزاء من الدولة السورية هي التي كانت تابعة للبنان وليس العكس.
في القرن الثامن عشر كان أيالة طرابلس تمتد من الساحل السوري إلى حدود جبل لبنان، وحتى حدود أيالة حلب والرقة ودمشق من الشرق. وكانت تضمّ مدن كبيرة من سوريا اليوم هي حمص وحماه وطرطوس واللاذقية.
وحتى وقت قريب قبل تأسيس دولة لبنان الكبير، كانت أجزاء من سوريا تابعة لولاية بيروت، مثلها مثل أراضٍ فلسطينية من الجليل حتى نابلس منذ العام ١٨٨٨ حتى العام ١٩٢٠.
وعند تأسيس لبنان الكبير تمّ دمج بعض المناطق من ولاية بيروت مع جبل لبنان في العام ١٩٢٠.
وهكذا تأسست الجمهوريّة اللبنانيّة بحدودها الراهنة.
وقبل ذلك، كانت أجزاء واسعة من سوريا اليوم، هي حمص وحماه والساحل السوري ومنطقة حوران، وصولاً إلى جبل عجلون في الأردن، ونابلس وصفد في فلسطين، فضلاً عن عكّا، جميعها تقع تحت إدارة فخر الدين المعني الكبير في العام ١٦٢٣. حيث رفرف علم الإمارة المعنية فوق ١٤ مقاطعة.
إنّ مواجهة هذا الهراء الذي يهدف إلى النيل من عزيمة اللبنانيين ومن كرامتنا الوطنيّة، والتصدّي الحاسم لمطلقيه، هو واجب علينا جميعاً؛ إنصافاً للحقيقة والتاريخ، ودفاعاً عن أمّتنا اللبنانية، وعن الكيان السياسي اللبناني الذي هو الأقدم بين بلدان المنطقة.