رصد بوابة بيروت
قدّمت الكاتبة والناشطة السياسية خلود وتار قاسم إخبارًا إلى النيابة العامة حول ما وصفته بـ”ظاهرة إعلامية – فنية خطيرة تتفاقم في لبنان”، تتمثل في بثّ ونشر أغنيات تشجّع بشكل مباشر على خرق القانون والانخراط في أعمال غير شرعية تحت عنوان الهروب من الفقر أو الضائقة الاقتصادية.
وأوضحت وتار قاسم في نص الإخبار أنها صادفت مؤخرًا مقطعًا غنائيًا تؤدّيه مغنية يرافقها بعض الشبان، يتضمّن عبارات صريحة مثل: “بدي اشتغل بالممنوع أحلى ما موت من الجوع… يلّي بتشتغله بسنة، أنا بطلّعه بأسبوع.”
واعتبرت أنّ هذا النوع من الكلام لا يصنّف ضمن التعبير الفني، بل يشكل تحريضًا واضحًا ومباشرًا على ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون، من خلال الترويج للجريمة كبديل مشروع وسهل عن العمل الشريف.
وأشارت إلى أنّ خطورة هذه الأغاني تتجاوز “هبوط المستوى” أو “الابتذال”، لتصل إلى تأثيرات نفسية وسلوكية مثبتة في دراسات علمية داخل مجالات علم النفس الاجتماعي، علم الجريمة، والتأثير السلوكي، خصوصًا على الفئات الأكثر هشاشة من الشباب ومن يمرّون بضائقة اقتصادية.
وقالت إن هذا الخطاب «يضرب قيم المجتمع، ويقوّض ثقة المواطنين بالدولة، ويحوّل الجريمة إلى خيار طبيعي ومربح»، معتبرة أنه «يرقى إلى مستوى التحريض على الجريمة وتهديد الأمن الاجتماعي».
وطلبت في إخبارها من النيابة العامة ما يلي:
- فتح تحقيق حول الأغنية والمتورطين في كتابتها، إنتاجها، بثّها واستضافتها.
- تقييم مدى مخالفتها للقوانين المتعلقة بالتحريض على الجرائم وتعريض السلم الأهلي للخطر.
- اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق كل من يروّج لمحتوى يشجع على أعمال غير شرعية أو يحرّض على تقويض النظام العام.
- فرض ضوابط واضحة على المنصات الإعلامية التي تبث محتوى يهدد القاصرين والشباب.
وختمت قاسم بأن حماية المجتمع، لا سيما الشباب، من الخطاب الهدام «ليست تقييدًا لحرية التعبير، بل واجب أساسي على الدولة لحماية السلم الأهلي ومنع أي تحريض يدفع نحو الانحراف والجريمة».