خاص بوابة بيروت

كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
احتضن البرلمان الأوروبي في بروكسل، الأربعاء 10 ديسمبر 2025، مؤتمرين دوليين بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بحضور زعيمة المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي، ولفيف من النواب الأوروبيين والمستشارين والشخصيات السياسية البارزة.
وقد هيمنت على أجواء النقاشات التطورات الدراماتيكية الأخيرة في الشرق الأوسط، حيث أجمع المتحدثون على أن “تجربة الحرب الأخيرة” (الـ 12 يوماً) قدمت برهاناً عملياً على صوابية الرؤية التي طرحتها المقاومة الإيرانية منذ عقود. وخلص المؤتمر إلى نتيجة استراتيجية مفادها أن حل الأزمة الإيرانية لا يمر عبر الحرب الخارجية، ولا عبر سياسات المهادنة والاسترضاء التي أثبتت فشلها، بل يكمن حصراً في “الخيار الثالث” الذي طرحته السيدة رجوي قبل ستة أشهر تحت قبة البرلمان نفسه؛ وهو تغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
وأكد النواب الأوروبيون أن وجود حركة مستقلة ومتجذرة مثل “منظمة مجاهدي خلق”، التي لا ترتهن لأي قوى خارجية، يعد الضمانة الوحيدة لاستعادة الاستقرار الإقليمي، مشددين على الدعم الكامل لخطة “النقاط العشر” لإقامة جمهورية ديمقراطية تعددية في إيران.
ميلان زفير: طهران مصدر عدم الاستقرار العالمي وسياسة الاسترضاء سقطت
في مستهل الجلسة، أكد النائب السلوفيني ميلان زفير، الرئيس المشارك لمجموعة “أصدقاء إيران حرة”، أن النظام الإيراني لم يعد مجرد تهديد إقليمي، بل تحول إلى “المصدر المركزي لعدم الاستقرار العالمي”.
وأشار زفير في كلمته إلى المفارقة الصارخة بين احتفال العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واستمرار طهران في قمع النساء والطلاب والأقليات وتمويل الميليشيات المتطرفة. وقال: “منذ انتخابي لأول مرة عام 2009، وقفت بجانب حركة السيدة رجوي؛ ورغم تغير المعطيات السياسية، إلا أن وحشية النظام ظلت ثابتة”.
ونوه زفير إلى أن النظام الإيراني لم يتردد في إدراج برلمانيين أوروبيين على قوائمه السوداء، بل وصل الأمر حد استهداف زميلهم “أليخو فيدال كوادراس” بالرصاص، مشدداً على أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنيهم عن دعم الضحايا.
واختتم حديثه بتوجيه نقد لاذع للسياسة الأوروبية، قائلاً: “لقد راهنت قطاعات من أوروبا طويلاً على وهم اعتدال النظام عبر سياسة الاسترضاء، لكن الأحداث أثبتت عقم هذا النهج. الشعب الإيراني يستحق سياسة أوروبية أكثر مبدئية وحزماً”.
مريم رجوي: النظام فقد عمقه الاستراتيجي والحل في “وحدات المقاومة”
وفي الكلمة الرئيسية للمؤتمر، رسمت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، صورة دقيقة للمشهد الإيراني الراهن، مؤكدة أن نظام الملالي يعيش “أضعف مراحله التاريخية” وقد استنفد كافة أوراق بقائه.
وأوضحت رجوي أن الولي الفقيه (خامنئي) خسر ركائزه الاستراتيجية المتمثلة في “تصدير الأزمات” و”إشعال الحروب بالوكالة”، مشيرة إلى أن سقوط دكتاتورية الأسد في سوريا والضربات القاصمة التي تلقاها حزب الله في لبنان، جردت النظام من دروعه الخارجية وجعلته مكشوفاً أمام غضب الشعب الإيراني.
وعلى الصعيد الداخلي، لفتت رجوي إلى الانهيار الاقتصادي الشامل، حيث يرزح الملايين تحت خط الفقر والجوع، بينما يعاني النظام من عزلة اجتماعية خانقة وتآكل في قاعدته، وصلت حد المطالبة بإعدام رؤساء سابقين للنظام داخل برلمانهم، مما يعكس عمق الصراع والتخبط في قمة السلطة.
وشددت رجوي على أن “البدائل المصطنعة” والرهان على الإصلاح من الداخل أو التدخل الخارجي قد سقطت جميعها، ليثبت الواقع صحة استراتيجية المقاومة الإيرانية. وقالت: “إن وحدات المقاومة تتوسع اليوم في كافة المحافظات، وجيل الشباب ينضم أفواجاً لهذه الحركة المنظمة. هذا هو الكابوس الحقيقي للملالي؛ انتفاضة منظمة تقودها قوة لا تقبل المساومة”.
وطالبت رجوي المجتمع الدولي بوقف سياسة “منح الوقت” للنظام، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في النضال لإسقاط الاستبداد الديني، وتبني خطة النقاط العشر التي تضمن إيران خالية من النووي، ديمقراطية، وتفصل الدين عن الدولة.
بتراس أوستريفيشيوس
في إيران، تُنتهك حقوق الإنسان بصورة ممنهجة، ويغيب سيادة القانون بشكل مطلق. يجب على الاتحاد الأوروبي مراجعة سياساته الفاشلة والتركيز على قضية المساءلة. تشير الدلائل إلى تكرار الجرائم الفظيعة الماضية، مثل أحكام الإعدام الأخيرة بحق أنصار منظمة مجاهدي خلق، التي تستدعي مجزرة عام ١٩٨٨. لقد حان وقت العمل الحاسم. يجب على الاتحاد الأوروبي دعم دعوة السيدة مريم رجوي لـ إحالة ملف جرائم النظام إلى مجلس الأمن الدولي والاعتراف بالبديل الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
فرانسيسكو أسيس
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يجب أن نؤكد دعمنا الثابت لأولئك الذين يقاومون الاستبداد في إيران. الإعدامات الأخيرة بسبب دعم المعارضة تذكير بالانتهاكات المستمرة. يجب ألا نكرر تخاذلنا التاريخي تجاه مجزرة ٣٠ ألف سجين سياسي عام ١٩٨٨؛ علينا اليوم العمل بحزم لمنع تكرار التاريخ. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يبلغ طهران بأنه لن يكون هناك حوار حتى يتم إيقاف الإعدامات والسماح لخبراء الأمم المتحدة بلقاء السجناء. كما يجب علينا الاعتراف بمجزرة عام ١٩٨٨ كـ “جريمة ضد الإنسانية”.
ليولوكا أورلاندو
حافظ النظام الإيراني على سلطته من خلال حرب مستمرة ضد مواطنيه، وخاصة النساء، وارتكب فظائع ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية بل وحتى الإبادة الجماعية. ومع ذلك، توجد مقاومة منظمة بقيادة السيدة مريم رجوي توفر الأمل بالعدالة. هذه المقاومة، التي تقودها النساء، تمثل مواجهة قوية لكراهية النظام للنساء. إن النظام يخشى هذه المقاومة. لقد ساعد الغرب في زعزعة استقرار المنطقة بمتابعته وهم الإصلاحات في إيران. يجب على الاتحاد الأوروبي كسر صمته، وتغيير سياساته، والمطالبة بإحالة ملف النظام إلى مجلس الأمن.
أندريه كوفاتشيف
أُهنئ حركتكم على رفع الوعي حول مجزرة ٣٠ ألف سجين سياسي عام ١٩٨٨، التي تم الاعتراف بها الآن في قرار اللجنة الثالثة. إننا قلقون من تثبيت أحكام الإعدام بحق سبعة سجناء سياسيين من أنصار المعارضة. تهدف موجة الإعدامات فقط إلى قمع المقاومة المنظمة. أدعو السلطات الأوروبية إلى دعم دعوة السيدة رجوي لـ إحالة السجل المروع للنظام في مجال حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي، وهو أمر ضروري للملاحقة القضائية للمسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية. كما أدعو إلى مقاومة موحدة ضد هذا النظام.
داينيوس جالِيماس
في إيران، يعد النضال من أجل حقوق الإنسان أمراً عاجلاً، والقضاء هو امتداد لنظام القمع الحكومي. يعترف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحق التمرد ضد الاستبداد كـ “ملاذ أخير”. تشير الأدلة إلى أن التمييز والعنف ضد النساء ممنهج. يجب تقييم ممارسات النظام باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وربما بنية الإبادة الجماعية. يجب على الاتحاد الأوروبي إنشاء آلية للمساءلة، وإحالة ملف حقوق الإنسان الإيراني إلى مجلس الأمن، والاعتراف بالبديل الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة.
بيكا توڤِري
كعسكري سابق، أقول بوضوح مطلق إن الوقت قد حان لدعم الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة لإنهاء حكم الملالي. إن النظام في أزمة اقتصادية وبيئية ويكافح من أجل البقاء. في غضون ذلك، تتوسع وحدات المقاومة المنظمة بسرعة. هذه هي معركة هيكلية من أجل التغيير الديمقراطي. لا المهادنة ولا التدخل الأجنبي سيأتي بالتغيير. إن خيار السيدة رجوي الثالث “دعم الشعب والمقاومة لإسقاط النظام بأنفسهم” هو السياسة الوحيدة الموثوقة. مستقبل إيران هو جمهورية ديمقراطية.