بقلم عماد موسى
“الشيف” علي حجازي في المطبخ منهمك في تحضير طبق جديد يعمل عليه منذ أيام ويفكر فيه منذ سنة، طبق شهي سيكون حديث الناس في مشارق الأرض ومغاربها. يطبخ الشيف علي في مملكته الصغيرة الإسم الجديد لحزب “البعث العربي الإشتراكي”.
خرج حزب “البعث” من الخدمة في العراق وسورية والقطر اللبناني الشقيق. وها هو سعادة الأمين العام يترجل من المركب، لا كي ينفد بريشه، بل ليبعثه من جديد خائضًا بكل ثقله “مسار التحديث” من خلال “إطلاق الورشة التنظيمية ودخول الحزب مرحلة سياسية جديدة”.
في المؤتمر العام الأخير للحزب العريق تم استعراض “الحاجة إلى اعتماد منهجية عمل جديدة وتطوير الأدوات التنظيمية والإعلامية للحزب بما ينسجم مع المتغيرات الوطنية والقومية” والبداية مع تغيير الإسم.
تخوّف عشاق الحزب، ومن كبروا على مبادئه وتاريخه الحافل، من أن يشمل التغيير كل شيء ما عدا علي. وَيْحكم يا قليلي الإيمان “إن الحزب حريص على إحياء مناسبة حرب تشرين التحريرية ويوم الشهيد في 3 كانون الأول من كل عام، باعتبارهما “جزءاً أساسياً من هوية الحزب ونضاله” كما قال الأمين العام.
لكن ثمة رغبة من المحازبين أن يُصار إلى اعتبار 11 سبتمبر، يوم ميلاد سيادة الرئيس عيدًا وطنيًا مثل عيد الجلاء وعيد الاستقلال وعيد المقاومة والتحرير، وهذا ما لن يعترض عليه “الثنائي الوطني” الذي يحلم بعودة سورية إلى حضن أسد موسكو.
أما موضوع حلّ “قوات البعث” التي أعيد تنشيطها في العام 2024 فليس مطروحًا قبل انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة من دون قيد أو شرط، وسلاح البعث يُناقش ضمن استراتيجية الأمن الوطني ومن يفكر بعكس ذلك فسيواجهه حجازي مواجهة كربلائية. يترك الشيخ نعيم مساحة للأخذ والعطاء مع حكومة نوّاف سلام بخلاف علي، الرقم الصعب في معسكر الممانعة.
بالعودة الى الإسم الجديد للبعث فقد بدأت ورشة “Branding” في مطبخ حجازي وهناك مجموعة مقترحات يجري النقاش فيها:
حزب “ما بعد البعث” وفي التسمية بعد حداثوي.
“البعث النباتي” تماشيًا مع الحياة الصحية.
” فالانج البعث” اسم جميل ويجذب الشباب المسيحي.
“la renaissance” ويلي إطلاق الحزب دورات مكثفة باللغة الفرنسية.
“حزب الأسدين” وعيب هذا الإسم أنه يذكر المستمع الكريم بـ “صابون الصدعين”.
“المقاومة والترقي”.
على المستوى الشخصي أميل إلى “فتيان علي”. صحيح أن الاسم ظهر إبّان حرب السنتين واختفى، وما إطلاقه مجددًا سوى اعتراف بسيط تجاه زعيم تاريخي قال يومًا “أن أستشهد مع الشجعان أفضل لي من أن أستسلم مع الجبناء”.