أزمة مالية واجتماعية تهدد بيئة “#حزب_الله”…

تقلّص الموارد يرفع منسوب التوتر الداخلي قبل العام الجديد

تقلّص الموارد يرفع منسوب التوتر الداخلي قبل العام الجديد

خاص بوابة بيروت

تتعمّق الأزمة داخل بيئة “حزب الله” الاجتماعية مع اقتراب العام الجديد، في مشهد يعكس تحوّل الضغوط الاقتصادية إلى عامل تهديد مباشر للاستقرار الداخلي، ليس فقط على المستوى المعيشي، بل أيضًا على مستوى قدرة الحزب على الاستمرار في إدارة شبكته الاجتماعية التي شكّلت إحدى ركائز نفوذه طوال السنوات الماضية.

مصادر متابعة كشفت لـ”الحدث” أنّ “حزب الله” يواجه أزمة حقيقية في تأمين نفقات إيواء النازحين من بيئته، وسط مؤشرات إلى أنّ آلاف العائلات ستجد نفسها عاجزة عن تغطية أساسيات العيش مع بداية العام المقبل، في ظل تقلّص الموارد المالية واشتداد القيود الإقليمية والدولية على مصادر التمويل.

المعطيات المتوافرة تشير إلى أنّ هذه الأزمة لا تقتصر على شقّ مالي ظرفي، بل تعبّر عن خلل بنيوي متفاقم في منظومة الدعم التي يعتمد عليها الحزب، سواء عبر مؤسساته الاجتماعية أو عبر القنوات غير الرسمية التي كانت تؤمّن حدًا أدنى من الأمان المعيشي لبيئته الحاضنة. الواقع الحالي يُنذر بارتدادات اجتماعية قاسية، تبدأ بتراجع القدرة على الإيواء، ولا تنتهي عند حدود الغضب الشعبي الصامت داخل القواعد المؤيدة.

وفي محاولة لاحتواء جزء من التداعيات، لفتت المصادر إلى أنّ “حزب الله” يدرس استبدال اسم جمعية “القرض الحسن” ووضعها تحت إشراف مصرف لبنان المركزي، في خطوة تحمل دلالات بالغة الخطورة سياسيًا وماليًا، وتعكس محاولة التفاف على الضغوط المتزايدة عبر البحث عن غطاء رسمي لمؤسسة مالية لطالما وُضعت تحت مجهر العقوبات الدولية.

غير أنّ الجهات اللبنانية الرسمية لم تُبدِ أي تجاوب مع هذا الطرح، ما يعكس إدراكًا لحساسية الخطوة وتداعياتها المحتملة على النظام المصرفي اللبناني، وعلى علاقة الدولة اللبنانية بالمؤسسات المالية الدولية، خصوصًا أن أي خطوة من هذا النوع قد تُفسَّر خارجيًا على أنها شرعنة غير مباشرة لمنظومة مالية موازية.

قراءة المشهد تشير إلى أنّ الأزمة مرشّحة للتفاقم لا للتراجع، مع تضاؤل هامش المناورة المالية، وتزايد الأعباء الاجتماعية، وغياب أي أفق سياسي أو اقتصادي يتيح ضخ موارد جديدة. استمرار هذا المسار قد يدفع الحزب إلى خيارات أكثر حدّة، سواء عبر تقليص خدماته الاجتماعية، أو عبر الضغط سياسيًا لفرض تسويات داخلية تحمل الدولة كلفة الانهيار.

التقديرات تشير إلى أنّ المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا قاسيًا لقدرة “حزب الله” على ضبط بيئته اجتماعيًا، في وقت تتداخل فيه الأزمات المعيشية مع الاحتقان السياسي والأمني، ما يرفع منسوب المخاطر الداخلية، ويجعل أي انفجار اجتماعي محتمل عنصرًا إضافيًا في مشهد لبناني بالغ الهشاشة.

اخترنا لك