خاص بوابة بيروت
في تطوّر بالغ الخطورة يوسّع أبعاد القضية إلى ما يتجاوز المشهد السوري الداخلي، كشفت معلومات أولية متداولة عن مجريات التحقيق مع العميد الطيّار فايق أيوب مياسة، الذي أُوقف مؤخرًا في سوريا، عن اعترافات صادمة تتصل مباشرة بملف البراميل المتفجّرة وتفجير مرفأ بيروت.
وبحسب هذه المعلومات، أقرّ مياسة خلال التحقيق بدوره في تصنيع البراميل المتفجّرة التي استخدمها نظام الأسد خلال سنوات الثورة السورية، كاشفًا تفاصيل تتعلّق بمصدر مادة النيترات التي جرى استخدامها في تلك البراميل.
الأخطر في هذه الاعترافات، وفق المصادر نفسها، هو الإشارة إلى وجود صلة بين النيترات المستخدمة في البراميل المتفجّرة وتلك التي كانت مخزّنة في مرفأ بيروت، والتي أدّت إلى تفجير الرابع من آب 2020، في واحدة من أضخم الكوارث غير النووية في التاريخ الحديث.
وإذا ما ثَبُتت هذه المعطيات، فإنها تفتح بابًا بالغ الحساسية على تشابك محتمل بين جرائم الحرب في سوريا وجريمة تفجير مرفأ بيروت، بما يطرح أسئلة جوهرية حول مسارات نقل المواد المتفجّرة، الجهات المستفيدة، وشبكات الحماية السياسية والأمنية التي حالت دون كشف الحقيقة لسنوات.
ويرى متابعون أن هذه التطورات، إن أُحيلت إلى مسار قضائي جدّي وشفّاف، قد تشكّل نقطة تحوّل مفصلية في مسار المحاسبة الإقليمية، ليس فقط بحق منفّذي جرائم البراميل المتفجّرة، بل أيضًا في ملف المرفأ الذي ما زال يرزح تحت وطأة التعطيل السياسي والقضائي في لبنان.
وفي انتظار صدور معطيات رسمية موثّقة، تبقى هذه الاعترافات، إن صحّت، قنبلة قانونية وسياسية قد تعيد خلط أوراق ملفات ظنّ كثيرون أنها دُفنت تحت الركام.