رصد بوابة بيروت
في تطوّر صحي خطير يهدّد الثروة الحيوانية ويضع سياسات الاستيراد الرسمية تحت مجهر المساءلة، كشف الصحافي الاستقصائي رياض قبيسي معطيات صادمة حول انتشار مرض الحمى القلاعية بين أبقار لبنان، محمّلًا الجهات المعنية مسؤولية قرارات وصفها بغير المفهومة وغير المبرّرة.
وقال قبيسي إن الإصرار على استيراد الأبقار من مصر خلال الأشهر الماضية يثير علامات استفهام كبرى، لا سيما أن مصر مُصنّفة بلدًا موبوءًا بمرض الحمى القلاعية، مشيرًا إلى أن إحدى البواخر الراسية حاليًا في مرفأ بيروت تدّعي أن أبقارها من منشأ برازيلي، في حين أن مصدرها الفعلي هو مصر.
واعتبر أن تعامل وزارة الزراعة مع مصر وكأنها بلد غير مصاب بذريعة إخضاع الأبقار للتطعيم والحجر الصحي هو أمر غير دقيق علميًا، موضحًا أن إجراءات الحجر والتطعيم لا تلغي تصنيف الدولة كبلد موبوء، ولا تبرّر استيراد المواشي منها.
وأضاف قبيسي أن ما يجري تداوله حاليًا حول انتقال المرض نتيجة تهريب أبقار من سوريا لا يستقيم منطقيًا، لافتًا إلى أن الإصابات الأولى سُجّلت في مزارع بعيدة عن المناطق الحدودية، وتحديدًا في مزارع استقبلت الأبقار المستوردة من مصر، ما يدحض الرواية الرسمية المتداولة.
وكشف أيضًا عن وجود قرار سابق يمنع استيراد الأبقار من أفريقيا بسبب انتشار نوع خطير من الحمى القلاعية (SAT-1)، إلا أن هذا القرار جرى الالتفاف عليه لاحقًا عبر استثناءات ولجان فاحصة أُرسلت للكشف الميداني، في خطوة أثارت الكثير من الشبهات.
وختم قبيسي بالإشارة إلى أن النتيجة الكارثية لهذه السياسات هي تصنيف لبنان اليوم كـبلد موبوء بالحمى القلاعية، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالثروة الحيوانية، ويفتح الباب أمام خسائر اقتصادية وصحية واسعة، فضلًا عن طرح أسئلة ملحّة حول المحاسبة والمسؤوليات داخل الإدارات المعنية.