ثلاث حروب في #الشرق_الأوسط بضوء أخضر أميركي؟
–
بقلم سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية
يحمل العام 2026 مؤشرات لمخاض عسير لإنهاء حروب منطقة الشرق الأوسط، ولكن بشروط… “اسرائيلية”!
جزرة وعصا لكل من حماس وحزب الله وإيران بشكل أساسي. مع هدوء نسبي عراقي ويمني واحتمال تقسيم سوريا! بالإضافة الى تقدم في مسارات اتفاقات أبراهام عربياً وإسلامياً.
لا يمكن لاسرائيل أن تتراجع على أبواب الأمتار الأخيرة من إنهاء حماس عسكرياً في غزة، ومن إنهاء حزب الله عسكرياً في لبنان، بما في ذلك في شمال الليطاني.
كما لا يمكن لاسرائيل ترك أي “برعم” نووي في إيران يمكن أن يزهر قنبلة نووية، ولو بعد حين!
ترتكز محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على أنواع “الجزر” وأنواع “العصي”، وعلى توقيت استعمالها، بشكل يتناسب مع الأجندا الأميركية.
ولكن أياً تكن “الجزر” و”العصي” الأميركية – الاسرائيلية، فإنه من المتوقع محاولة اسرائيل تحقيق الأمن الإسرائيلي في المنطقة بالقوة، وبالإعدام لكل من حماس وحزب الله وإيران ما لم يوافقوا جميعاً على الانتحار!
تنطلق في العام الجديد عملية تشكيل القوات الدولية لحفظ الاستقرار في غزة. وهي ستكون مكلفة فعلياً بنزع سلاح حماس، مع ما يبدو استحالة للتعايش بينهما! وذلك، مع احتفاظ اسرائيل بجيشها على طول الخط الأصفر “لضمان أمنها”!
ومع تشكيل مجلس السلام برئاسة الرئيس ترامب، ومع تشكيل هيئة إدارة غزة “المستقلة”، ومع تجفيف تمويل حماس، يجري العمل على إنهاء حماس “سلطوياً” في غزة! بينما ستتكفل السلطة الفلسطينية بإنهائها سياسياً!
حماس لا تريد تسليم سلاحها، على الرغم من التزامات قادتها بذلك تجاه كل من قطر ومصر وتركيا! ومع ذلك فإن “آخر الدواء هو الكي”، أو “عصا” عنف الغارات الاسرائيلية المدمرة.
وقد يكون الخلاف الأساسي بين الرئيس ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو هو حول الضفة الغربية وحول عملية الاستيطان وحول الإعتراف بدولة فلسطين!
فالرئيس ترامب يبدو وكأنه التزم مع القادة العرب بالإعتراف بدولة فلسطين! وقد يحدث هذا الاعتراف خلال العام 2026!
لبنانياً، يواكب نتانياهو عمل لجنة الميكانيزم، التي تتقدم خطوة خطوة في لبنان. وهو راضٍ على عملها على يبدو! ولكنه هل سيعطيها الوقت الكافي لنزع سلاح حزب الله شمال الليطاني؟!
المرحلة المقبلة لهذه اللجنة ستكون على الأرجح نزع سلاح حزب الله جنوب الأولي، أي المنطقة الممتدة بين صيدا وصور، بالإضافة الى تركيز القصف الاسرائيلي على منطقة وقرى إقليم التفاح ومرتفعات منطقة الهرمل. مع متابعة مسلسل الاغتيالات لقادة ومسؤولي حزب الله “العسكريين” شبه اليومي.
أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يتابع رفع سقف تصاريحه، التي تتعارض مع الواقع الذي يعيشه الحزب يومياً، لجهة شبه استحالة وصول الحزب الى بناء القدرات البنيوية لكوادر الحزب، والبنيوية التحتية، والتجهيزات اللوجستية والمالية…
فحصار ترامب – نتانياهو يضيق على عنق حزب الله. وذلك، في شتى المجالات!
هذا، وإن كان الحزب يعمل على تحصين مربع أمني كبير في حدود الضاحية الجنوبية مع انتشار واسع جداً في بيروت!
وذلك، بعد شبه عزل لمناطق حزب الله في البقاع وفي جنوب الليطاني، ومع إضعاف عسكري كبير له في منطقتي النبطية وصور.
وحتى الساعة، من غير المتوقع تكليف الجيش السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع بتنظيف البقاع من حزب الله! خاصةً وأن الرئيس الشرع، المعرض في كل لحظة لعملية اغتيال من العديد من الأطراف المعادية بينها داعش، يواجه مخاطر تقسيم لسوريا علوية، درزية وكردية في الأطراف!
إيرانياً، يجري “طبخ” مخرج “الملف النووي الإيراني” على نار هادئة! ولكن هذه المرحلة ستنتهي عما قريب! وذلك، في غياب أي أفق للتلاقي في هذا الملف النووي بين قيادة إيران “الدينية” وبين الأميركيين، أو حتى الأوروبيين من جهة أخرى!
إذ أن إيران تصر على حقوقها “السيادية” في تفعيل اليورانيوم والانتاج النووي للاستعمال النووي حصراً على حد قولها. في حين أن لا الأميركيين ولا الأوروبيين يثقون بوجهة استعمال اليورانيوم الإيراني المخصب!
وهم يريدون أن تقوم إيران بتخفيض عملية التخصيب من 60% الى صفر بالمئة لخفض مخاطرها النووية برأيهم الى الصفر!
وإذا كانت عملية تفعيل آلية الزناد في مجلس الأمن من قبل فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع حصار إضافي اقتصادي ومالي وطاقوي على طهران غير كافية، فإن الرئيس ترامب سيعطي الضوء الأخضر لتحالف أميركي – أوروبي لضرب إيران عسكرياً. وهو الأمر المرجح خلال العام 2026!
بعيداً عن السلام الذي يبدو وكأنه يتقدم بالتفاوض سريعاً في هذه الفترة بين روسيا وأوكرانيا، فإن الشرق الأوسط الجديد يمر في فترة هدوء نسبي… قد تكون فعلياً تسبق العاصفة! والسباق الحقيقي هو بين “خيار” حماس وحزب الله وإيران للانتحار، وبين “خيار” الإعدام!