كتب أبو زهير
بكثير من اللهفة، انتظرنا أمس الأول زيارة أبي يائير (بنيامين نتنياهو) إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الملقب بـ “أبو عمر”. حيث ساد حبس أنفاس رهيب طوال فترة الاجتماع التي امتدت لنحو ساعتين.
ثم أعقبها زفير بعد ظهور الرجلين في المؤتمر الصحافي المشترك، الذي أكّد خلاله أبو عمر أنه متفق مع “بيبي” في معظم الأمور، كاشفًا أنه سيقصف إيران إذا عادت إلى برنامجها النووي (بس عطلان همّ وقود طائرة الـ B2).
أبو عمر طمأن الكوكب إلى أنه و “بيبي” توصلا إلى خلاصات عدّة خلال الاجتماع، واعدًا إياه بالقول “سنكون دائماً معك”، متقمصًا دور المفتي عبداللطيف دريان حينما قال ذات يوم للرئيس سعد الحريري: “لا تخف ولا تقلق… أنا معك”.
وبعد أن تحدث عن دوره في إحلال السلام في الشرق الأوسط وعن الوضع في غزة وضرورة تخلّي حركة “حماس” عن سلاحها، قفز أبو عمر بضعة كيلومترات شمالًا صوب لبنان، واعتبر أن “حزب الله” يتعامل “بشكل سيئ”. ثم أردف “سوف نرى ما ستُسفر عنه جهود لبنان لنزع سلاحه”… ثم بعد ذلك بدأت الـ “لقلقة” اللبنانية والمبارزة في فنون الترجمة والتأويل: ترامب توعّد الحكومة… ترامب غير راضٍ عن سلوك الجيش… وهكذا دواليك.
لكنّ الزيارة الأهم من اجتماع أبي عمر بأبي يائير، كانت في المقلب الآخر من الكوكب. وتحديدًا في طهران، حيث زار الإعلامي وصانع المحتوى الفذ الصنديد الرعديد “كوع الريحة”، علي برو، قائد الحرس الثوري الإيراني. ونشر صورة من اللقاء العميق، مرفقًا إياها بعبارة موجهة لـ “جماعة نزع السلاح” على ما أسماهم، تحمل الكثير من الرسائل والعِبَر: نخابرككككك.
لم نعرف توقيت الزيارة، ولا إن كانت تلك الصورة قبل الحرب أو بعدها، أو إن كانت قديمة أو حديثة. هل ذهب برّو إلى طهران لمساعدة “الباسدران” على قمع المحتجين؟ أم ذهب لإقناع حاكم المصرف المركزي بالعدول عن استقالته؟
أسئلة كثيرة بقيت بلا إجابات، لكن الأكيد أن الصورة حملت أكثر من دلالة، وأهم تلك الدلالات تفيد بأن “الحرس الثوري الإيراني” تحوّل من الدعم والمساندة لمحور الممانعة إلى تشجيع الكوميديا والمهرّجين… وهذا تطوّر لافت يضاف إلى ميزان حسناته.