نقابة الاختصاصيين الاجتماعيين تطلق حملتها من أجل “اقرار قانون مزاولة المهنة”

نظمت نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان في 18 شباط 2023 مؤتمراً تحت عنوان “مهنتنا هويتنا ومسؤوليتنا” برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية د. هكتور حجار، وذلك بهدف إطلاق حملة المطالبة بإقرار قانون إذن مزاولة مهنة الاختصاصي في العمل الاجتماعي في لبنان، بدعم من مؤسسة فريديريتش ابيرت والاتحاد الدولي للخدمات العامة.

حضر المؤتمر النائب الدكتور أنطوان حبشي وحشد من الاختصاصيين في العمل الاجتماعي وممثلي الوزارات والبرامج الوطنية والجامعات والنقابات والتجمعات المهنيّة والمؤسسات المحلية والدولية وامين عام المدارس الكاثوليكية، وممثل الشيخ فيصل ناصر الدين من القضاء المذهبي لطائفة الموحدين الدروز القاضي فؤاد حمدان، والباحث الاجتماعي الدكتور غسان صليبي والمؤسسات الإعلامية ومؤسسة فريديريتش ابيرت والاتحاد الدولي للخدمات العامة.

بدأ المؤتمر بكلمة عريّفة اللقاء سيلفانا شلالا التي شكرت الجميع على تواجدهم في هذا اليوم المحوري والأساسي لمهنة “الاختصاصيي في العمل الاجتماعي” لإطلاق حملة المطالبة بإذن مزاولة المهنة.

أفتتح المؤتمر بكلمة رئيسة نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي ناديا بدران فاشارت الى أن مهنة الاختصاصي في العمل الاجتماعي قديمة جداً في لبنان، ومنذ أوائل التسعينيات تدخّل الاختصاصيون المتخرجون في البيئات المجتمعية كافة في المدن والأرياف، ونفذوا عبر الزمن، برامج إغاثة ووقاية وعناية ورعاية وعلاج وتأهيل وتنمية. ونوّهت بدران بخصوصية هذه المهنة من الناحية النظرية والتطبيقية وبالإعداد الأكاديمي الذي يكسب الطالب مجموعة من النظريات والمعارف والمهارات والتقنيات واستراتيجيات التدخّل على مستوى الشخص، الأسرة، المجموعة والجماعة والمؤسسة. وشدّدت على أهمية الدور الذي يلعبه الاختصاصي وتميز هذا الموقع المهني عن المهن الأخرى.

وركّزت بدران على انه اليوم أكثر من ذي قبل، هناك حاجة لإذن مزاولة مهنة الاختصاصي في العمل الاجتماعي الذي يسعى إلى توضيح التسمية والصفة الوظيفية، والمهام ومحاسبة الاختصاصي الذي يقوم بأي تصرف من شأنه التسبّب بالإساءة للناس أو بتعريض حياتهم لأي خطر أو إساءة.

وبدورها اكدت السكرتيرة الإقليمية للمنطقة العربية في الاتحاد الدولي للخدمات العامة نجوى حنا على أن نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي هي عضو ناشط في الاتحاد الذي يدعم مسار المطالبة بإذن تنظيم المهنة، فالمسؤولية كبيرة عند التدخل مع الطفل والمرأة والمواطن والمهاجر واللاجئ وغيرهم من الفئات المهمّشة، وان دور الاختصاصي في العمل الاجتماعي لا يمكن لأحد غيره القيام به، من هنا تبرز خصوصية هذه المهنة. وقد آن الأوان ان يصل الاختصاصيون الاجتماعيون بمطلبهم المحق ويقرّ قانون تنظيم مهنتهم.

واكّد راعي المؤتمر الدكتور هكتور حجار بدوره على أن وزارة الشؤون الاجتماعية تولي أهمية خاصة لهذا الاختصاص ولمسيرة المطالبة بإذن المزاولة وهي اي الوزارة، مواكبة لهذا العمل المطلبي ومستعدون للمساندة في توضيح خصوصية هذه المهنة بين المهن الأخرى. وتوجه الى المهنيين بقوله : “انهم حرصوا على الإنتقال بالعمل الإجتماعي في لبنان من عمل خيري قائم فقط على التطوع وحب المساعدة الى عمل ممنهج قائم على أسس ومبادئ علمية تدربوا عليها في الجامعات والمعاهد.

وشدّد د. حجار أن الحاجة اليوم أكثر من أي يوم لإذن مزاولة مهنة الاختصاصي في العمل الاجتماعي وقال : “ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل”، وفسحة الأمل لطالما عملنا وعملتم كاختصاصيين في العمل الاجتماعي إلى ايجادها في وسط المشاكل الاجتماعية كافة وما أكثرها. وان وزارة الشؤون الاجتماعية تحولت في الآونة الأخيرة إلى “خلية نحل نواتها أصحاب هذا الإختصاص” في الوزارة حيث يعملون في جميع الاتجاهات والمستويات الاجتماعية من حماية ورعاية ووقاية لتحقيق الاستراتيجيات والأهداف التي يتفق عليها العاملون في الشأن العام.

وقد تخلّل الجلسة الأولى عرض لإنجازات نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان من قبل عضو مجلس إدارتها لينا نور الدين وسلطت الضوء على الشغل الشاغل للنقابة وهو التنظيم الداخلي والهيكلي الإداري، وتطرقت على آلية تأسيس وعمل اللجان : لجنة اخلاقيات المهنة، لجنة الأزمة ولجنة المندوبين. فإن عمل اللجان يقوي الروابط بين مجلس الإدارة والأعضاء ويبني على الخبرات ويساهم في الوصول إلى اهداف النقابة. وقد عرضت الوثائق والأدلة التدريبية التي قامت النقابة بإعدادها لغاية اليوم وخاصة دليل الأخلاقيات المهنية وملحق الأخلاقيات المهنية في وقت الأزمات ودليل الدعم النفس اجتماعي المركّز في وقت الأزمات كأزمة الكوفيد.

وتخلل المؤتمر تقديم عربون شكر وتقدير خاص لـِ 11 زميلة عملوا بمسار طويل من تاريخ تخرجهن من دراسة الإختصاص وقدموا للمهنة والإنسان ولبنان خبرتهن ومهنيتهن وتخصصهن بفكر وبقلب يفيض عطاء ومحبة وإنسانية وكانوا قدوة لعدد كبير من الإختصاصيين.

وكانت الجلسة الثانية بإدارة ايلي الأعرج، النقيب المؤسس لنقابة الممرضات والممرضين في لبنان، والمدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحد من مخاطر إستخدام المخدرات Menahra. مؤسس ومدير جمعية العناية الصحيّة SIDC سابقاً ايلي الاعرج،

وبحضور ومشاركة كل من عضو لجنتي المرأة والطفل والتربية والتعليم العالي والثقافة في المجلس النيابي، د. انطوان حبشي حيث شدّد على أهمية الاختصاص وتميزّه عن اختصاصات أخرى وابدى كل الاستعداد إلى دعم المطالبة بإقرار القانون وضرورة التطرّق إلى التفاصيل التي تعرقل اقراره من اجل إزالة العقبات.

وقد أشاد بأهمية التدخلات التي يقوم بها الاختصاصيون في هذا المجال خاصة ان الإنسان في لبنان وخاصة المهمّش يحتاج إلى من يصغي ويدعم ويواكب ويوصله إلى المؤسسات لتقديم الأفضل. فالغاية الأخيرة من هذا الإختصاص هي دعم المجتمعات

بدورها اكدت عميدة كلية الصحة في الجامعة اللبنانية د. بو هارون على ان اختصاص العمل الصحي الاجتماعي كما يسمى في الجامعة اللبنانية يدرّس لمدة 4 سنوات في 6 فروع للجامعة موزعة على المحافظات في لبنان. وان هذا الاختصاص يختلف بمضمونه عن باقي التخصصات الجامعية في كليات أخرى من هنا يجب التنويه بضرورة عدم دمج أصحاب اختصاصات أخرى معه.

واما مديرة المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي في الجامعة اليسوعية د. ريما معوض فقد ذكرت ان الجامعة اليسوعية تحتفل هذه السنة بالعيد 75 على تأسيس المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي، وأكدت على ان هذا الإختصاص لديه خصوصية ومواده وتدريباته العملية المختلفة ولأن الإختصاصي يعمل مع أشخاص مهمشة فأن وجود القانون يحمي المستفيدين، كما يحمي المهنة، وركزت انه من غير المقبول ان يمارس العمل الاجتماعي أفراد ليس لديهم اختصاص في العمل الاجتماعي.

اخترنا لك