القضاء… وما أدراك ما القضاء

القضاء ثمّ القضاء ثمّ القضاء… يد اللّه على الأرض

بقلم غادة المرّ

هل أُعطي الضوء الأخضر دولياً لبدء ترتيب البيت اللبنانيّ، فتح ملفّات الفساد ومحاكمة المتورّطين ؟

هل سننام ونستيقظ عل حلم طالما راودنا ، نحن الشّعب المظلوم، لنشهد تساقط تلك المنظومة الفاسدة رأساً تلو الآخر ؟ يفعلها حاكم مصرف لبنان ويفضح كلّ المتورطين فنرى كلّ الرؤوس الكبيرة تحاكم وتسجن ويسود العدل والحق ؟

هل سيرفع القضاء سيف الحقّ والعدالة ويضرب بيد من حديد ؟فيبدأ ببناء الدَولة القويّةِ والعادلة وينتصر للشّعب والمظلومين ؟

ليت حلمنا يصبح حقيقة .

كيف نخبركم أننا هنا على اليابسة نغرق. صمتكم يجعل أفق غد الوطن ثقباً أسوداً يبتلع الألوان، الحياة والأمل . أنتم عماد وركيزة الدّولة والمجتمع ،لإعادة هيبة دولة الحقّ والقانون والعدالة .

اللّه، لا يمكن أن يكون في كلَ مكان ،فأوجد القضاء وسخَر القضاة لتنفيذ أحكامه وعدله .وليكونوا صوته.

القضاة ،يد الله على الأرض . فلا تخذلوه . من دون أنفاسكم وعدالة أحكامكم يختنق الوطن.

بعد إفشال ثورتنا وإحباطها ،صار الوطن سجناً كبيراً. واليوم بعد محاولاتهم كمّ أفواه القضاة الشّرفاء وشلّ عمل القضاء وإخضاعه، صار الوطن مقبرة.

قاوم ،لا تسمح للأشياء أن تسحقك، أو تطفئ نجمة أودعها الله في عينيك.

أيّها القضاة الشّرفاء… وأنتم كثرّ ، تغرقون في صمتكم وفي وجعكم .وتصبرون.لكم ترفع القبّعات، قاوموا ،لا تستسلموا، كافحوا، فالوطن غالٍ ويستحقّ أن نقاتل من أجله.

أمل النّاس .عماد الوطن أنتم. بكم ننهض ونعيد بناء الدَولة القويَة والعادلة .

في رنّة أصواتكم الهادرة في أروقة قصور العدل والمحاكم ، في وقار طلّتكم وسواد أثوبكم، وفي حزم خبطة مطرقة الحقّ ، شمس تشرق من جديد .

لا تخافوا … فلكم ربّ يحميكم ويحرس خطواتكم ويبارك أحكامكم. وشعب مقهور ينازع البقاء.

إن غابت شمسكم ، إن سكتّم، نجح الفساد والظّلم في كسر أقلامكم وساد الفجور وشرعية الغاب، حكمتم علينا بالموت والهجرة والظّلم . ومات وطن .

على مدى يومين ونحن نتابع استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. أمام وفد أوروبيْ ، ردّ الأخير على حوالي ١٨٠ سؤال. شكوك تحوم حول الحاكم، ،هو مشتبه به، بتحويل أموال طائلة من حساب المصرف لحساب شركته الخاصة الّتي يملكها هو أخوه رجا سلامة و ماريان حويّك في فرنسا شركة Furry , ويشتبه بتبيضهم الأموال أيضاً.

هل ستكون الفرصة سانحة كي يكون هذا الحدث المفاجئ، مدخلاً ،ينفذ منه القضاء اللبنانيّ ، والّذي سيجد نفسه مضطراً لمحاكمته وكفّ يده ، إذا ما ثبتت إدانته أوروبيّاً ؟

إن ضعفت الدَولة في مرحلة ما، القضاء لا يهادن.القضاة أنفسهم هم قوة السّلطة والمؤوسسات ؟

أبغمضة عين … أبلمح البصر، ننام ونصحا على حلم وواقع طال انتظاره ؟

هل بدأت عمليّة فتح ملفّات الفاسدين والمتورّطين ؟

هل ستنهار تلك المنظومة الفاسدة والمجرمة مثل أحجار الدوما ؟ حاكم مصرف لبنان، لديه كلّ أسرار وأرقام التحويلات والسرقات والصَفقات وحركة تبيض الأموال لكلّ تلك الطبقة الحاكمة.

ليس غريباً ما قاله جميل السّيّد مؤخّراً للحاكم. : إفضحهم قبل أن يقتلوك ويخفوا جرائمهم وسرقاتهم.

فهل فعلها حاكم مصرف لبنان وباح بكلّ ما في جعبته من عجائب وأسرار تلك المنظومة ؟

كم سنتظر تلك اللحظات الرّائعة حين يبدأ سلامة بفضحهم وبإخراج الارانب من صندوق الفرجة لديه ؟

ليس رياض سلامة وحده مسؤولاً ويتحمّل كلّ هندسات الإنهيار وسرقة العصر وجرائم الفساد والدَيون والتّهريب، دون شك، كلّهم متورَطون ويتحمّلون ما حصل .

إن… إن ثبتت التهمة على الحاكم هل :

١- ستدّعي القاضية الفرنسيّة على رياض سلامة.؟

٢- القضاء اللبنانيّ سيجد نفسه مجبراً على الإدعاء على حاكم مصرف لبنان وسيلاحقه أمام كلّ محاكم لبنان ؟

٣- ستتوالى الفضائح وتتوسّع الملاحقات والإدّعاءات لتشمل المنظومة كلَها من السياسيّن، فهي سلسلة مترابطة ومتداخلةوسيتورّط الجميع و يحاكموا. ولن تقف هنا بل ستطال الموظّفين وكلّ من كان معهم شريكاً.

فاصبروا ،راقبوا وشاهدوا ماذا سيحصل .

القضاء ثمّ القضاء ثمّ القضاء ،ذراعه الجيش و روحه الشّعب . وحدة متكاملة لبناء الوطن .

ما دام القضاء بخير ، يعمل ،يحكم ويسود ويعدل لا خوف على الوطن والحقوق والمستقبل .

أيّها القضاة الشَرفاء ، فرصتكم قد لاحت، وإننا نرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، ليأتي بعدها ربيع الوطن، فتساهموا ببناء الدّولة القويَة على أسس عادلة ومتينة.

اخترنا لك