تقرير يكشف خلفيات تقارب حزب الله و حماس…

دخل “التحالف ” بين “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” الفلسطينية مرحلة جديدة وذلك بعد عملية إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه المستعمرات الصهيونية، الخميس الماضي.

ما شكل إيذاناً بفتح جبهة جديدة ضد العدو الصهيوني لكسر حالة الهدوء النسبية في شمال الأراضي المحتلة، امتدت منذ الحرب الصهيونية على لبنان في تموز عام 2006.

واعتبر تقرير نشره موقع “24” الإماراتي أن “هذا التصعيد الذي بدا في ظاهره تفاعلاً مع التطورات التي تجري في المسجد الأقصى، تكمنُ وراءه أمور أكبر، خصوصاً أن التوتر في مدينة القدس المحتلة ليس حدثاً طارئاً، وسبق أن تسبب في مواجهة واسعة بين حماس والعدو الصهيوني عام 2021″، وأضاف : “في الواقع، فإنّ المواجهة التي حصلت قبل عامين لم يتخللها أحداث غير عادية في الجبهة الشمالية، على غرار إطلاق 34 صاروخاً من لبنان تجاه العدو ، كما حدث الخميس الماضي”.

ووفقاً للتقرير، فقد “اعتبرت تقديرات العدو أن حزب الله استخدم حركة حماس في هذه الحادثة من أجل ترسيخ معادلة جديدة في العلاقة مع العدو، تخدم الرؤية الأوسع لإيران في نقل المعركة مع العدو إلى حدودها، استغلالاً للظروف الداخلية في الكيان، ولردع العدو عن المضي في فكرة توجيه ضربة عسكرية لمشروع طهران النووي”.

توهج العلاقات

واضطرت حركة حماس إلى إعادة سريعة للعلاقات مع حزب الله في لبنان، بعد القطيعة مع حلفاء إيران على خلفية الأزمة السورية، وتوهجت العلاقات بين الجانبين مؤخراً مع تطبيع تركيا علاقاتها مع الصهاينة، حيث فقدت حماس مأوى مهماً لقادتها وأنشطتها.

ويستضيف حزب الله نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، والذي سبق أن أشارت تقارير عدة إلى أن تركيا طردته من أراضيها.

ويتهم الصهاينة العاروري بالوقوف وراء أغلب العمليات المسلحة التي تنطلق من الضفة الغربية وتمويل خلايا مسلحة هناك، ضمن ما يقول العدو إنه استراتيجية حماس لإضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والسيطرة عليها أسوة بما حدث في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية منذ العام 2007.

وعقد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، لقاءات مع قيادات في حزب الله على أعلى مستوى، كان آخرها مع الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بعد يومين من حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان على الكيان، كما تسعى الحركة بشكل حثيث لإعادة العلاقات مع سوريا بوساطة من حزب الله، أملاً في توفير قاعدة لنشاطاتها ومقر لقياداتها في الخارج.

خطة إيرانية

وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إن “الهجمات على الكيان بصواريخ من قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا بعيدة عن الأحداث في المسجد الأقصى، وهي بداية تنفيذ خطة إيرانية لتشديد الخناق على الكيان تمهيدًا لتدميره”.

وأضافت : “تتمثل الخطة الإيرانية في تضييق الخناق حول الكيان وإحاطتا بالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة من عدة جبهات، وأن إيران ليست في عجلة من أمرها لأن هذه خطة طويلة المدى تهدف أيضاً لإحباط صهيوني الهجوم على منشآتها النووية”.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنّ “إيران سرعت من وتيرة تنفيذ خطتها بسبب الهجمات الناجحة لسلاح الجو الصهيوني على أهداف إيرانية وحزب الله داخل الأراضي السورية”.

وقالت : “نسق قادة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في الأسابيع الأخيرة الخطة الجديدة لمهاجمة الكيان مع الحرس الثوري في إيران، ويرد العدو بحذر حتى اللحظة على الهجمات الصاروخية عليها في محاولة لتجنب حرب شاملة على عدة جبهات، وتفكر في تجديد الإجراءات المضادة التي تستهدف قادة حماس في قطاع غزة وفي الخارج”.

وأضافت : “الكلمة الأخيرة لم تُقل بعد، وإسرائيل تعيد تنظيم نفسها الآن لإحباط خطة إيران المرحلية، وتستعد لهجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية ولن تسمح لها بالحصول على أسلحة نووية”.

استغلال الأزمة

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن نشاط حركة حماس الاستثنائي من لبنان، يأتي استغلالاً للأوضاع الداخلية المضطربة في الكيان، لافتة إلى أن إيران وحزب الله يراقبون رد الفعل الصهيوني.

وقالت الصحيفة إن “النشاط الاستثنائي لحركة حماس في لبنان وغزة والضفة الغربية، والافتراض بأن حزب الله غض الطرف وسمح بإطلاق الصواريخ على الكيان، يظهر أن الردع الصهيوني قد تآكل بسبب قرار حكومة بنيامين نتانياهو الاكتفاء برد محدود للغاية، يقرب من الانفجار التالي مجدداً”.

وأضافت : “زعماء النظام الإيراني وقادة حزب الله يراقبون من وراء ستار التطورات في الوقت الحالي، ويفهمون أن السياسة الضعيفة لبنيامين نتانياهو ووزرائه تنبع من الضعف، ويشمون رائحة التردد في القرارات الصهيونية”.

وتشير الصحيفة إلى أن لقاء نصر الله مع كبار مسؤولي حماس بعد إطلاق الصواريخ من لبنان على الكيان، يبعث برسالة مفادها أن الطرفين ينسقان بالفعل، أو على الأقل يعرفان أنشطة بعضهما البعض، وأن الحزب لديه أهداف في دفع حماس لإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية على شمال فلسطين المحتلة.

اخترنا لك