لماذا تستمر حرب 13 نيسان 1975 الى ما بعد 13 نيسان 2023 ؟!

بقلم سمير سكاف

حروب “مذهبية” بقيادة حزب الله، و”مالية” بقيادة نظام فاسد حكومي – مصرفي يفقر ويقهر اللبنانيين!

نصف قرن على بداية الحرب، ويستمر التقاتل في لبنان مع اختلاف المتقاتلين. وللحرب اليوم وجهان: وجه مذهبي ووجه مالي.

كان الاقتتال في بدايات الحرب طائفياً على الهوية وأصبح القتل هوية بلا طائفة. انتقل اللبنانيون من الانقسام الطائفي الى الانقسام المذهبي. وجاءت ثورة 17 تشرين بوجه جامع، غير طائفي ولا مذهبي، ولكنه لم يعطِ ثماره المرجوة!

ونجح “المذهبيون” في استعادة زمام الأمور. وحافظوا على الوضع في مرحلة “الشيعية السياسية”. حيث يأخذ حزب الله لبنان رهينة بالكامل الى المحور الإيراني مع “مقاومة” سياسية له من بعض الجماعات الشيعية التي ترفض هيمنة الثنائي، ومن القسم الأكبر من باقي الطوائف! وانتقل السلاح من الجبهات في الشارع الى ضفة واحدة لجبهة واحدة على طول الوطن، وهي “ضفة حزب الله وحلفائه” من جهة، في وجه خصومه غير المسلحين من جهة أخرى! ويتركز الاستعمال اليومي للسلاح داخلياً في “وهجه”، من دون الحاجة لمظاهر عسكرية بعد 7 أيار وحادثة الطيونة. ومع ذلك، فإن سلاح المخيمات والسلاح المتفلت يذكّر باستمرار بالجزر الأمنية وبالتفلت الأمني وبسقوط الضحايا.

إن “احتلال” الحزب اليوم هو للقرار المركزي ولتموضع لبنان في المنطقة. ويشهد لبنان أوجهاً جديدة للحرب مع تضليل التحقيق في تفجير بيروت والمرفأ. وتؤدي هذه الحرب الى “كسر” القضاء بعد اهتراء الإدارة بسبب فسادها وإفسادها. ولا يمكن بناء للوطن من دون إنهاء حرب حزب الله على الجميع، بما في ذلك، على أهله وبيئته. ويؤمن الحزب أنه في ذلك يحمي الوطن! وهو في الواقع يعرضه لحروب إقليمية ويضعف قدرته على “استدامة” الدفاع عنه بجيش عالي التسليح، مزوداً بصواريخه! ولكن “اسبرطه” لم تتعلم أن الاستمرار كان لأثينا!

وما ظهر من وجه الحرب الأخير هو توقيع “الدولة” بمباركة حزب الله على الاعتراف بالحدود البحرية ل “دولة اسرائيل”! ولا يُعتبر ذلك، برأي “الحزب”، تطبيعاً مع العدو!!! وباستثناء ما جرى منذ أيام مع إطلاق محركات “حماس لاند” في جنوب لبنان وإطلا ق صواريخها بمباركة حزب الله، كان من المتوقع استمرار تهدئة الجبهة الحدودية من جانبيها، خاصة وأن الصواريخ من الجهتين “ما بتصيب”!

وتحولت الحرب في وجهها الثاني الى انتهاك لثروات اللبنانيين والى نهب ممنهج لأموالهم وودائعهم في المصارف من قبل “كونسورسيوم” يضم طبقة سياسية فاسدة وحكومات متلاحقة وحاكمية المصرف المركزي ومصارف تديرها عصابات… والنتيجة قتل الناس وقهرها. وما تزال الحرب في أولها (!)، على الرغم من تراجع القدرة الشرائية للّبنانيين 100 مرة (أكثر من 60 مرة حالياً)!

الواقع المؤلم هو أن اللبنانيين غير قادرين على انقاذ أنفسهم ما لم تتدخل السماء أو مجموعة دول أو الأمم المتحدة بنوايا سلامية! وإلا فإن الحرب ستستمر، كما تقول الترنيمة، “لسنين طويلة يا سيد”!

اخترنا لك