كش ملك

بقلم د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

يتعاطى العالم مع سياسيينا كلعبة الشطرنج وفي تلك اللعبة قد يضطرون للتضحية بأحد البيادق حتى ولو كان ينفّذ لهم أوامرهم ومصالحهم ففي اللعب المفتوح، إن اضطروا للاختيار بين الفيل والحصان، فعليهم التضحية بالحصان، فالفيل هو سيد الموقف في المباريات المفتوحة، بينما في المباريات المغلقة يكون للحصان أهمية كبرى، فلا يمكنهم عندها سوى فعل العكس.

وفي الحياة أيضًا، هناك مواقف يجب أن يختاروا فيها التضحية حسب سير الأحداث الزمني..
إن الحياة ما هي إلا لعبة شطرنج، فعلينا استيعابها بهذه الطريقة، وفهم كل مشكلة حسب سياقها، وكل تضحية حسب ما تساويه من القطع، والمحافظة على الملك في قمة حمايته وهدوئه وهذا الملك في الحياة يسمونه الزعيم ويدافعون عنه حتى الموت وإن مات خسر فريقه كل شيء، والتعلم من أسلوب المنافس في اللعب لمعرفة طرق الانقضاض عليه، وغير ذلك من المهارات التي تقدمها الشطرنج، فإنه بإمكاننا أن نلعب مع الحياة بطريقة أفضل بكثير، أن نعلن لها أننا ندٌ يستحق أن تتعب لأجل كسره، أن نفوز مرات ونخسر مرات، فالفوز الدائم ممكن في الشطرنج لكنه غير ممكن في لعبة الحياة.
من هو الملك “الزعيم ” الذين سيقال له “كش ملك” انتهى دورك السياسي وستدفع ثمن توقيعك واستزلامك كما حصل مع أنور السادات باتفاقية كامب دايفيد وغيره من رؤساء العالم الذين تمّ اغتيالهم ..
هكذا وجدنا أنفسنا أمام حصيلة مُرّة ومرعبة لتكالب أصحاب نظريات أحجار الشطرنج والفوضى الخلاقة ليبعدوا شبح المؤامرات الماضية عن منطقتنا ويستبدلوا ذلك بأدوات سياسية جديدة ومتجددة لحاجة الواقع المتغير وسياسة الأمر الواقع كما هي مرسومة أمام العالم الذي قد يعيد تقسيم المنطقة من جديد بصورة مختلفة عن زمن «سايكس- بيكو»وغيرها من الاتفاقيات التي لم تصدق المنطقة أنها خرجت من آثارها..
فكل لعبة شطرنج وأنتم بألف خير، من هو التالي يا ترى ؟

اخترنا لك