واشنطن تنتقد عودة سوريا “المبكرة” للجامعة العربية… و جنبلاط : “حلو الإنشاء العربي”

الراعي يدعو لتقديم المساعدات إلى النازحين على أرضهم

قبل اثني عشر يوماً من القمّة العربية المرتقبة في الرياض يوم التاسع عشر من أيّار، وبعد نحو اثني عشر عاماً من عزلتها الديبلوماسية، عادت سوريا بشار الأسد، الى حضن جامعة الدول العربية، بقرار صدّق عليه وزراء الخارجية العرب بالإجماع خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة.

الوزراء العرب الذين أكّدوا في بيانهم الحرص على إطلاق دور عربيّ قياديّ في جهود حلّ الأزمة السورية وانعكاساتها، ومن ضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات وخطر الإرهاب، قرّروا تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصّل الى حلّ شامل للأزمة”.

الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي تفهّم أنّ هذا القرار لن يرضيَ البعض، قال إنّه بإمكان الأسد حضور قمّة الرياض إذا رغب بذلك، وطمأن أنّ “عودة سوريا لشغل مقعدها هي بداية حركة وليست نهاية مطاف”، معتبراً أن مسار التسوية سيحتاج وقتاً، وأنّ القرار لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية.

وفي أوّل ردٍّ سوريّ، قالت خارجية النظام إنّ سوريا تلقّت “باهتمام” قرار الجامعة العربية، واعتبرت ان المرحلة المقبلة “تتطلب نهجاً عربيّاً فاعلاً وبنّاءً يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمّة العربية”.

أمّا قطر، فقالت عبر وزارة الخارجية إنّها لن تكون “عائقاً” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، لكن أي تطبيع للعلاقات بين الدوحة ودمشق “يرتبط في المقام الأول بالتقدّم في الحلّ السياسي الذي يحقّق تطلّعات الشعب السوري”.

‏في الغضون، قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تتفهّم سعي الشركاء العرب للتواصل مع الأسد بهدف الضغط عليه لحل الأزمة، ولكنّها تشكك في استعداده لذلك، وتعتقد أنّه من المبكر عودة سوريا إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة.

مواقف داخلية

في لبنان، سارع حلفاء سوريا من رؤساء أحزاب ونوّاب ووزراء للترحيب بهذا القرار، وبينهم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي رآه “خطوة بالاتجاه الصحيح وبإتّجاه العودة إلى الصواب العربي، الذي لا يمكن ان يستقيم إلاّ بوحدة الصف والكلمة”.

في المقابل، اكتفى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتغريدة قال فيها: “إذا كان للباطل جولة، ولو ورقية – نظريّة، فسيكون للحقّ ألف جولة وجولة، ولكن حقيقيّة”.

أمّا رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فعلّق ردّاً على سؤال بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة بالقول: “حلو الإنشاء العربي ولكن النظام السوري عاد”.

وعن الاستحقاق الرئاسي، شدّد جنبلاط على ضرورة التشاور في محاولة لفتح آفاق جديدة، لافتاً إلى أنّ السفير السعودي وليد البخاري أكد خلال جولته على الأطراف كافة أنّ “المملكة على مسافة واحدة من الجميع وليس لديها أي فيتو على أيّ إسم”.

الراعي وعودة

ملف النّزوح حضر بقوّة في عظة قداس الأحد الذي ترأسّه في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث اعتبر أنّ “تنامي عدد النازحين السوريين في لبنان، بات يشكّل عبئاً ثقيلاً على لبنان”. وأضاف: “بدأنا نشكّ من حسن النوايا، ونتساءل هل وراء الموقف الدّولي نيّة لتوطينهم في لبنان؟”، متوجّهاً الى المجتمع الدولي بالقول: “قدّموا مساعداتكم للنازحين على أرض سوريا”.

أمّا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذوكس المطران الياس عودة، فشنّ هجوماً لاذعاً على النوّاب سائلاً : “ألا يخجلون من تقاعسهم وتردُّدهم وضياعهم؟ البلدان الصديقة تبحث عن حَلٍّ لانتخابِ رئيس، ومجلس النوّاب مستقيلٌ مِنْ واجبه. أَليسَ هذا مَسّاً بكرامة المجلس سيّد نفسه؟”.

ذكرى 7 أيّار

وفي الذكرى الخامسة عشرة لأحداث السابع من أيّار 2008، توقّف عدد من السياسيين المعارضين لحزب الله عند المناسبة التي وصفوها “بوصمة عار” ارتكبتها “الدويلة” بحق أهالي بيروت والجبل. في المقابل، استذكر مناصرو الحزب “الغزوة” بنشر صور، على مواقع التواصل الاجتماعي، للمسلّحين في الشوارع، وأرفقوها بعبارة “يوم مجيد” التي سبق واستخدمها الأمين العام حسن نصرالله لوصف أحداث 7 أيار.

اخترنا لك