تحالف وطني : حزب الله يستعرض جيش دويلته

تعليقاً على المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله في الجنوب يوم أمس الأحد، أصدر “تحالف وطني” بياناً جاء فيه: “لا نعلم اذا كان هذا الاستعراض رقصاً على انقاض الدولة أم هو دفن لمفهوم الوطن؟

لمن يقدّم الحزب العابر للدولة وعليها، فواتيره وعلى من يتلو فرماناته ولمصلحة من؟

اليست صورة مناورة الدويلة بعتادها الثقيلة وأحمالها الأثقل، تقويضاً واضحاً لهيبة الجيش، وتهشيماً متعمداً لسيادة دولة، تكاد تتآكل آخر هياكلها، ويتهاوى كيانها المنهوش نهباً وفساداً.

أضيف إليه اليوم مشهد جديد للسطو المسلح على ما تبقى من صورة الدولة وصوتها المخنوق، وها قد ارتسمت اليوم ملامح الثلاثية العظيمة حيث روع سلاح المقاومة أضحى مفتتاً للشعب، ومبعثراً هيبة الجيش.

وهل كان لإسرائيل أن تحظى بهدية أفضل من تقديم استعراضٍ عسكري يضرب القرارات الدولية عرض الحائط، ويقدّم رأس الدولة اللبنانية على طبق مناورة بسلاح حي، أعلن بطريقة أو باخرى موت الدولة.

والأخطر في هذه المناورة العسكرية أنها تخفي مناورات سياسية تهدف إلى تقديم لبنان كدولة مارقة، تحكمها ميليشيا الأمر الواقع، التي تتحكم حصرياً بحدودها وبقرار حربها وسلمها.

إنها مناورة الإعلان بأن ما لا يمر من بين يدي حزب الله، لن يمر في لبنان، من جنوبه إلى شماله، ومن بعبدا إلى السراي وساحة النجمة… وأهل السلطة يتوزعون بين عبد مأمور فاسد، موتور أو مطلوب.

يوم يصير مدعي الحماية خطر على البلد، وينتزع من درع الوطن درعه، تصير الاستعراضات مجرد عراضات، ظاهرها الحماية والرعاية، وباطنها الوصاية ومد اليد على كل شيء، بلا وازع من ضمير أو رادع من قانون.

ثم يحق لنا التساؤل عما إذا كانت هذه المناورة التي خرجت في وضح النهار، أمام عدسات الإعلام، تشكل استكمالاً لمناورات كاريش التي انتهت باتفاق سلام غير معلن، بين المقاومة والعدو الإسرائيلي الغاشم، ضمن صفقة صنعها من يسميه أهل المناورة: الشيطان الاكبر.

لو كان للناس أفواه تنطق في زمن أفواه وأرانب، لصدح اللبنانيون، وعلى رأسهم أهل الجنوب، كفانا مناورات عسكرية وسياسية، فالسلاح المملوء بكل أنواع الذخيرة لا ينفع وسط البطون الخاوية، والعقول المجردة من الحكمة والضمير.

ولا تخدمنا صفوف المدرعات والقاذفات، وسط طوابير المهاجرين وأساطيل الغارقين هربا من جحيم وطن، ضائع بين لص تاجر وبندقية متفلتة”.

وختم البيان: “إن تحالف وطني يرى بأن كل ما يحتاجه اللبناني اليوم هو مناورة سياسية تخترق خطوط التعطيل المدروس في ساحة النجمة، وتحرر رئاسة الجمهورية من الاختطاف بقوة السلاح. وتفتح أمام اللبناني نافذة أمل.

اللبناني ليس بحاجة اليوم إلى مزيد من الراجمات والدبابات والأنفاق، بل إلى نور في آخر هذا النفق المظلم الذي أدخلنا إليه تحالف السلاح والمافيا.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، نقول لو قيد لمطلق المقاومة وصاحب مقولة السلاح زينة الرجال السيد موسى الصدر، أن يتواجد بيننا اليوم لاعاد ترداد مقولته الشهيرة: “السلام في لبنان هو أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل، وإذا توقف زوال إسرائيل على بقاء لبنان، اختار لبنان”.

فمن ذا الذي يجرو على اختيار لبنان وسلامه الأهلي اليوم؟؟ ومن الذي يتجرأ عليه وعلى شعبه وجيشه؟؟

تلك أسئلة بحجم وطن”.

اخترنا لك